حلم الأمل
هنا .. هنا ، تحركت
سريعا فى اتجاه الصوت الذى يناديها وركعت سريعا على ركبتيها ، وقبل ان تسال امتدت يداها كى تمسك بيده ،
وتقيس له النبض ، وامتدت يدها بالسماعة كى ترى ما الذى يوجد بداخلها ، وسرعان ما
بدأت الكلام وهى تكشف جرحة وتبدأ التعامل معه كى تستبين ممن ناداها عن أين أصيب
وما الذى أصيب به على وجه التقريب ، اعتادت دوما أن تأتى الإجابات مبهمة ، لم تجد
من يتجاوز هلعه على جريحه كى يضع تقريرا تفصيليا لما حدث ، ولم يكن من المنطق أن تفعل من الأساس ، ولكنها
كانت طريقتها كى تعرف أولا بأول ما الذى يدور لحظة بلحظة ، كانت تعشق أن تكون هناك
تحارب معهم ولكنها كانت مجبرة على التواجد هنا كى تلملم الجراح ، فالأطباء وغن
كثروا ، فالجرحى بلا عدد ، كانت معركة مفتوحة فى حرب ضروس ، كانوا وما زالوا مصرين
على الإنتصار فيها .
فى الهزيع الأخير من
الليل ، تحركت إلى مبيت كى تستريح فيه
لساعات قليلة من عناء اليوم ، كى تستطيع أن تواصل غدا ، وبعد أن آوت إلى
فراشها ، ردت التحية على صديقة لها كانت تمر بين أماكن النوم ، وأخرجت صورة صغيرة
من جيبها بحرص شديد ، وهمست ( أنتظرك ) ثم اغمضت عينيها وراحت فى نوم عميق بلا
قرار .
مرت بها صدقتها وألقت
عليه التحية وعلى وجهها ابتسامة سرعان ما تلاشت بعد أن عبرت من أمامها ، وحل محلها
تعبيرا عن الحزن والإشفاق ، ما ذنبها كى تظل كل تلك الأعوام فى انتظار ربما لن
ينتهى أبدا ، كانت تعرفها منذ الصغر وتعرف ما آل إليه حالها ، وعملها الدؤوب كى
تمر الأيام ولا تشعر بها .
هب فى وجهه موبخا إياه
على ابسامته ، ورد هو بايتسامة أوسع وأكثر رحابة وهو يربت على كتفه فى حنان ويسأله
: ألا ترفق بنفسك يا أخى ؟
فرد فى عصبية زائدة وهو
يلوح بيديه فى كل الإتجاهات : قل لى أنت ما الذى يجعلك تبتسم تلك الإبتسامة ونحن
فى ذلك الجحيم ؟
ضحك فى خفة وأشار بيده
إلى ما حوله : يا أخى كل من حولك هم منا ،
وربما تقول إن هذا معتقل أو حتى بتعبيرهم
المهذب سجن إلى ان ننظر فى أمركم ولكنك إن نظرت إليه فهو بيت لنا ، سرعان
ما سنغادره بإذن الله ، وأشار بيده قبل أن يقاعه الآخر ، أعلم أنك لا تصدق ما نقول
وترى اننا سنبقى إلى أن يوارينا التراب ، ولكنى أقولها لك وبكل ثقة ، ما دام هناك
من يحمل الحلم خارج هذه الجدران فالأمل باق ، وسننتصر ، فما ماتت أمة فى داخلها
حلم الحرية وإن طال الزمن ، فالغلبة لنا والغد لنا .
قام من جانبه تاركا إياه
يفكر بهدوء ومر هو إلى الجانب الآخر من الزنزانة ، وجلس وهو يرنو بعينيه من الفتحة الضيقة قرب السقف ، وشرد بعقل بعيدا ، وتمتم وصورتها تتجسد أمامه بملامحها
الملائكية الهادئة ( سأعود ) .
هناك 10 تعليقات:
عارف يا اسامة
انا باكتب رواية حاليا و يعتبر خلصتها لو قريتها هتعرف اد ايه فكرنا متقارب بس اللي عايز اقولهولك ان الحرية مش مجرد حلم , الحرية حياة
عجبني جدا آخر سطرين حسيتهم بجد
تحية لقلمك المبدع يا صديقي
اخي اسامة
حلم رائع ومااجمل ان يعيش الانسان وبقلبه امل،،فالحياة مادمنا بها يظل دائما هناك امل ,,ومادمنا نرى الشمس تشرق كل يوم فهي امل ليوم جديد واطلاله المساء توحي لنا بليلة اخرى ويظل الامل مادمنا متمسكين بالحياة,قلمك رائع جداً
****
لروحك اجمل الورود
(Joody)
الأمل!!!
للأسف سلاح ذو حدين
ساعات يخسف بينا لسابع ارض لما نيأس من البشر.. وساعات يطير بينا لسابع سما لما نتيقن بالله
أخي وصديقي الازهري
كل عام وانتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم اعاده الله عليك وجميع الاهل بالخير والسلام ولا سلام مع بني اسرائيل
صباح الغاردينيا
مهما أعتلى سقف الألم ومها خنقه الوجع ومهما شعر أنه أنتهى لابد أن يبقى الأمل والحلم والحرية ليست إلا حياة ننتظرها "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas
مصطفى سيف الدين
الحرية حياة نحلم بها
تحياتى وانتظارى للقصة
جوودى
يبقى الأمل ما بقيت الحياة
وسنظل نحيا ما دام بداخلنا أمل
تحياتى دوما
وخالص مودتى
مانووووووووووووش
الأمل
كلمة لن تجدى أقسى منها على أرواح البشر
ربنا معانا
عمنا بيرم
ادعوا الله تعالى أن يجعله شهر خير وبركة علينا جميعا
ريماس
الحرية
هى كل الحياة التى ننتظرها
تحياتى لعبق الغاردينيا
إرسال تعليق