الاثنين، 2 يوليو 2012

طيفها






انتبه إلى صوت باب المنزل من بعيد ، فجفف دموعه ، وانتبه ليرى من سيدخل عليه ، حاول استراق السمع إلى الخطوات فوجدها غريبة على أذنه ، لم يتعرفها لوهلة فقام مسرعا ليرى ، ولكن .... أين ذهبت قدماه ؟ نظر لأسفل لم يجد ما يرتكز عليها ليقف ، مهلا ولكنه ليس جالسا !!
فقد إتزانه للحظات ، ولكنه لاحظ أنه فقد إتزانه العقلى فقط أما جسده فكان ثابتا ومهيأ لما حدث ، ويبدو كمن اعتاد ذلك من زمن ، أرجح يديه  فلم يجدهما ، ولكن إحساسه بهما كان يستغرقه بشكل لم يفهمه  ، واكتشف أيضا أنه ليس فى منزله كما ظن من قبل ، حاول أن يذعر ، أن يخاف فلم يجد بداخله أى من ذلك على الإطلاق .

كان يحس بالسكينة ، والألفة ، وشىء غير قليل من الراحة السرمدية ، بداخله ترقب لم يدر له مصدرا ولا يعرف له سببا ، ماذا ينتظر ؟

انتبه من شروده على نور سطع فى الأفق وملأ كل ما حوله ، وجد نفسه يسبح فيه  ، ينساب بداخله ، يتخلل كيانه ، وهنا أدرك ما كان خافيا عليه .... إنها هى .

كم طال اشتياقه لرؤيتها ، كم ضاع من عمره بدون ان يملأ عينيه بعبيرها ، وتشدوا أذنيه بصوتها ، يا الله ، كم من بحار عبرت وصحار اجتزت ، كم من أنهار عبرت ، رحلة طويلة من الأمل ، رحلة أضنته ، ولكن نهايتها تستحق العناء .

كانت تلامس  كيانه ، تسترق السمع بداخله ، يغدور وتروح فى كل مكان من حوله ، حاول أن يتحرك نحوها ، أن يطير إليها ، أن يلحق بها بين الزهور البنفسجية ، أن يطفو فوق أمواج الغدير كما تفعل ، حاول أن يتحدث إليها ، أن يصرخ نحوها ، أن ينطق ، كانت تنظر نحوه وثغرها المبتسم يغشى بصره بضياؤه ، وضحكتها الرنانة تخفى بجانبها حفيف الأشجاه الفرحة بلقائها ، غناء الطيور التى تحوم حولها ، تخفى كل تفاصيل المكان ، لمستها الحانية أنسته كل مشقة الطريق الذى امتد لسنوات طويلة بدت كعشرات الآلاف من القرون .
حاول أن يستغيث بها كى تفك قيوده ، أراد أن ينطلق محلقا معها فى هذا السرمد اللامتناهى ، أن يكون بقربها ، وينعم بصحبتها ، أراد أن يكون من جديد ، بعدما كان عدما بدونها ، أراد ....

تعالت صرخته فى الفضاء ودوى صوته هذه المرة مجلجلا عندما التفتت إليها للحظة وابسمتها تتلألأ بالضياء وأشارت أن وداعا ، واسترت تلوح بيدها وهى تبتعد ، أم هو الذى يبتعد ؟؟؟؟ حاول التماسك ، حاول أن يقبض بيد وهمية على لا شئ مما حوله كى يعينه على الثبات ، كى يمكنه ألا يبتعد أكثر وأن تبقى فى مرمى عينيه ولو من بعيد ، حاول ....

انتفض جالسا على فراشه يتصبب العرق من كل أجزاء جسده وكأنه عائد من معركة عظيمة او مباراة لا نهاية أو عدو ألف ألف ميل بدون توقف ، استعاد فى داخله كل لحظات الحلم ، كل ملمح فيه ، كل بريق لبسمة وكل هبة لأنفاسها وكل لمسة حانية نشأت بداخله .
يا الله .... متى اللقاء ؟؟؟؟

هناك 8 تعليقات:

رحاب صالح يقول...

اية ده بقي
متفقناش علي كدة
اية الحزن ده؟

الازهرى يقول...

حزن ؟؟؟؟

فين الحزن ده ؟؟؟؟

كريمة سندي يقول...

طيف سارح في خيالي .. جميل ما قرأته هنا رغم الحزن الشديد

مصطفى سيف الدين يقول...

ينتظر اللقاء حتى يعود هو إليه , هو الذي تركه معها و لم يتبق منه إلا طيف هو طيفها
جميلة جدا
دمت مبدعا

الازهرى يقول...

كريمة

الحزن ؟؟؟؟
واضح أن الكلمات تبث بداخلها الكثير

بلا وعى منى

الازهرى يقول...

مصطفى سيف الدين

وليته قريب

دمت صديقا رائعا

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا
طيفها لازال حوله رغم البعد
عطرها لازال عالق في ملابسه
ذكراها لازالت حوله
لأن الذكريات لاتغادرنا ابداً"
؛؛
؛
حرفك حساس رغم الألم
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

الازهرى يقول...

ريماس

صباح معبق بريح الذكريات

الحرف ينزف بما نزف قلب صاحبه من ألم
ويبين ما عجز طويلا عن إخفائه


تحياتى لعبق الغاردينيا