الجمعة، 13 يوليو 2012

لقاء الرحيل

لقاء الرحيل


نهض من سقطته سريعا واندفع ناحية الآخر الذى عرقله أثناء اندفاعه بالكرة ليضربه ويقتص منه ، ولكن أدركه الآخرون كالعادة يحاولون تهدئته وتطييب خاطره بأنه لم يكن يقصد وأن اللعب لن يكون سببا فى الشقاق بينهما ، بينما كان الآخر بعيدا يدافع عن نفسه لكن فى عينيه كانت نظراته الخبيثة تفضح نيته السوداء فى عرقلته كى لا يفوز فريقه عليه ، هدأ أخيرا وهو يمنى نفسه بثأر فى المرة القادمة ، وأن فريقه سيربح المباراة مكتسحا فريق ( جميل ) بعشرة أهداف على الأقل كما كان الحال قديما .

حاول التماسك لدقائق وهم يغادرون  الملعب ، وبعد أن انفصل عن أصدقاءه ، نزلت دموعه مدرارا كأنها صنابير السماء فى ليلة شتوية عاتية ، ولكن بلا صوت بكاء ، لقد تذكر ( حسن ) صديقهم الذى لم يغب عن أذهانهم قط ، كان من أمهر اللاعبين فى المدينة ، وكان له القدرة على قيادة فريقهم وتجميع شملهم إلى الفوز كل مرة ، ولكن .....

( رائف تعال هنا ) أخرجه الصوت من ما هو فيه وهو يسرع نحو مصدره مجيبا ،  نعم يا أمى ، مسحت الدموع من على عينيه جزعة وهى تسال عن ما يبكيه ، فكذب قائلا أنهم قد خسروا المباراة للمرة الرابعة على التوالى وهذا يحزنه كثيرا ، هزت رأسها وهى تدعوه للدخول والإغتسال لكى يتناول الطعام مع أبيه ، وفى قرارة نفسها كانت تدرك سر حزنه ولكن ما باليد حيلة .

بعد العشاء دخل ليؤدى واجباته ثم استلقى على سريره لينام ، واستيقظ مع صوت الآذان يدوى فى أرجاء البلدة ، فقام وتوضأ وذهب ليصلى كعادته ، وفى طريق العودة وجد الكل يجرى مذعورا ودوى القنابل يزداد قربا من مكانه ، تجمد هلعا ما يحدث للحظات  ، ثم اندفع منطلقا كما تعلم فى المرات الكثيرة السابقة ، ينحنى وهو يجرى كى لا تصيبه الشظايا ، يحاول التعرف على أقرب موقع لملجأ يلجأ إليه من القصف العنيف ، ولكن قبل أن يبلغه ، توقف القصف وساد الهدوء للحظة خاطفة ثم تعالت الصرخات فى عنف أشد ، الجنود يهاجمون من أماكن عديدة ، حمل الحجارة واندفع فى طريقهم يقذفهم بها ، كان يعرف أنها لن تؤذيهم ، ولكن كان يحاول تعطيلهم حتى يهرب الباقين ، لن يسمح أن يأسر هؤلاء أحد من أهله وأحبته .

وفى اندفاعه وجد بجواره ( جميل ) عدوه اللدود ، يحمل الحجارة أيضا ويندفع بها فى قوة ، تسابقا فى الكر والفر ، والمناورة من الجنود هم والكثير من أصدقائهم ، حتى حنق الجنود وهم يحاولون اقتحام المكان ، فبدأوا فى إطلاق الرصاص ، واحتموا جميعا وبدأ فصل جديد فى الصراع ، وفى لحظة خاطفة وحركة غادرة ، انتزع أحد الجنود قنبلة يدوية ونزع فتيلها وألقاها عليهم ثأرا للحجر الذى أصاب وجهه إصابة عنيفة ، كانت حركة غير متوقعة لم يلمحها أحد سوى ( جميل ) الذى جرى عليه وهو يصرخ محذرا واحتضنه ليدفع به بعيدا عن مسارها ولكن  ....

كانت الدموع تغمر العيون والكل يحمل الجثامين المتخلفة من الصراع ، ويداوون الجرحى ، ولكنهم جميعا عجزوا عن حمل جثمانين متعانقين سقط فوقهما جدار وفارقت أعينهما الحياة ، كانوا كلما اقتربوا منهما ، تقشعر أبدانهم  ، وتنفطر قلوبهم ، ولا يقدرون على التقدم لتخليصهم من الركام وحملهم بعيدا .

صاح رجل عجوز والغضب يملأ ملامحه وجسده ينتفض : ما لهذا الكلب الذى يدعى أنه أسد ، أى خطر هذا الذى يتجنبه هو ورجاله ويخشونه من أطفال فى العاشرة من أعمارهم ، ألا سحقا لهم .

هناك 10 تعليقات:

فاتيما يقول...

تـحـــفــــة

شمس النهار يقول...

تجنن طبعا
بس ايه النغمات الحزينة اليومين دول
ماتكتب حاجة


حلوة برضوا بس فيها ولو شبح ابتسامة
اصل اليومين دول العملية مش ناقصة خالص

مصطفى سيف الدين يقول...

الف سحق لهم
جميلة جدا جدا يا اسامة
مؤثرة اوي

الازهرى يقول...

تماتم

المدونة زغرودتها جايبة بره الصيدلية

مرة علشان التعليق اللى افع راسى فى السما وبيخلينى أحس إنى ليه لازمة فى الدنيا

وعشر مرات علشان نروتيها أخيرا

ابراهيم رزق يقول...

اوس

جميلة جدا يا اوس

طبعا هناك اسد و هنا ثعالب وز اسود و ديابة

جميلة جدا و ان كنت خصصتها بالاسد
فهى تصلح لكل اسود وطننا

تحياتى

ملحوظة يا بختك يا عم فتوم منورة عندك
ههههههههههههههههههه
مش نق يا عم اوس
ده حسد بس

الازهرى يقول...

شموستنا

أعمل إيه بقى
هى الأجازات بتعمل فى أكتر من كده


بس اللى جايه إن شاء الله تبقى تخاريف
وتبقى حلوة

مستنى رايك أول ما اكتبها

الازهرى يقول...

مصطفى

بل لنا
فإنما ينتصرون بضعفنا

شكرا على إطراء لا أستحقه

الازهرى يقول...

إبراهيم رزق


ليسوا أسودا
وليسوا حتى حيوانات


وليس المشهد كما نراه من الخارج


تحياتى دوما

جارة القمر يقول...

ليه كدا بس مش كفاية الصور اللى بنشوفها :(:(

بس حلوة القصة جدا يا اسامة

أوجاع يقول...

جميلة يا اسامة