جندي (أحمد ... ) أسرع بالالتحاق إلي زملائك ..
قالها الجاويش (فتحى) فأسرعت نحو رفاقي ..
جندي أحمد .. ياله من لقب أشعر بالفخر حين أنادى به .. ولما لا .ألسنا بمحرري فلسطين .. هكذا قال لنا قادتنا ..
ستذهبون إلي سيناء ، وستلقنون العدو درساً لن ينساه ..
إنني فخور بكوني جندي مصري ، أسير مزهواً بالزى العسكري في الشوارع ، وأنا في طريقي لمنزل أسرتي، أشعر بالفخر وأنا ألاحظ نظرات الإعجاب بي ، من كل من يراني ، والآن حانت اللحظة ..
سنذهب إلي سيناء
ذهبت مع رفاقي إلي العربة التي ستنقلنا إلي هناك وركبنا العربة وانطلقت بنا في طريقها نحو .. ماذا ؟؟ نحو سيناء .. لا .. إنني أعتبرها تنقلنا إلي تل أبيب ، وما توقفنا في سيناء إلا للراحة ..
لقد تعمدت القيادة – لسبب لم أكن أعلمه وقتها – أن تخترق أرتالنا العسكرية طرق وميادين القاهرة ، ووقف الشعب ليحيي أبطاله الذاهبين إلي تل أبيب ، لتحرير فلسطين من الاحتلال .. وذهبنا إلي حيث أمرتنا القيادة .. وأخذت تشكيلات فرقة المشاة التي اتبعها تشكيلات دفاعية . وكان الشعور السائد لدينا هو أننا سنسحقهم من أول جولة . لن يأخذوا) غلوة (كما يقولون في أيدي جنودنا البواسل ..لذا لم نكن بحاجة لإجراء استعدادات ضخمة أو تدريبات شاقة ، فالأمر كما فهمته فيما بعد لم يكن يتعدي مظاهرة عسكرية ، نثبت فيها للعالم أننا أقوى من إسرائيل ، وأن على أمريكا أن تراهن على الجواد الرابح ، وأن إسرائيل )كارت محروق ( وطبعاً إسرائيل ستفهم هذا وستسحب قواتها من أمام سوريا . ولكم حزنت حين علمت هذا . لقد كنت ذاهب لتحرير فلسطين من احتلال يريد زيادة رقعته بغزو سوريا الشقيقة ، التي تربطنا بها اتفاقية دفاع مشترك ، ولم أذهب إلي سيناء في استعراض عضلات أمام هذا الاحتلال حتى يرتدع ..
ولكني استسلمت إلي الأمر الواقع ، وحاولت التأقلم على الوضع الجديد ، وأن التواجد في سيناء ليس سيئاً إلي هذا الحد . فهناك الجبال الرائعة والشروق والغروب الجديران بالمشاهدة .
لذا اندمجت مع رفاقي في اللهو واللعب ، وأدركت أن للسياسة طرقها ، وإذا كنا نريد الحصول على نصر بدون حرب ، فيجب أن تتكاتف جهودنا من أجل إنجاح ذلك . ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان..... أبداً .
* * *
فجأة حلقت النسور في الهواء ..
ولكن مهلاً .. إنها ليست نسورنا . إنها خفافيش الأعداء . أسراب مهولة منها تتجه نحو الوطن لتحطم مطاراتنا وطائراتنا المرابضة على الأرض. هذا ما علمناه فيما بعد ..
اللعنة .. سيدفع هؤلاء الأوغاد الثمن غالياً .. سنبدأ الهجوم وسنذيقهم الويل .
وبدأ القتال . والتحمت قواتنا مع قوات العدو وبدأ الاجتياح ...
ولكن مهلاً إننا لسنا بمجتاحيهم, بل هو الفاعلون.
لا أصدق أنني أري زملائي يندفعون نحو الأعداء ، وقبل أن يقتلوهم تنشق السماء عن طائرة معادية تنسف جنودنا نسفاً ، ويكون الطريق مفتوحاً أمام العدو للتقدم. أما من شيء يوقف هذا السلاح الذي يستخدمونه .أين الدفاع الجوي .. لقد سمعت أنهم أسقطوا 50 طائرة .. لماذا إذاً لا تتناقص أعداد هذه الأشياء في السماء .. إنها تبدو كما لو كانت تتكاثر ، هي وجنود الاحتلال المندفعين نحو سيناء . اللعنة جنود الاحتلال .. من كان يصدق أنني سألجأ يوماً لهذه الكلمة .. إننا ذاهبين لتحرير فلسطين فتحتل أرضنا .. كيف هذا ؟ ..كيف لماذا التخبط في القيادة .. إننا نحصل على خطط غير موزونه للهجوم.يترتب عليها.أن أي مواجهه مباشره هى عمليه إنتحاريه للجيش المصري و تنتهي بمأساة ..
لقد فقدت كل رفاقي في المجموعة والفصيلة والسرية .. لقد أصبحت وحيداً وسط الصحراء ، وانقطعت صلتي بكتيبتي .. وأصبح همي الأول هو مصارعة الجوع والعطش .. بل والأكثر إيلاماً مصارعة مدرعات العدو وطيرانه وجنوده .. إنهم يتدفقون بالآلاف .. لقد صدرت لنا الأوامر بالانسحاب إلي خط الدفاع الثاني ..
ولكن مهلاً أين يقع هذا الخط إنني لم أسمع به من قبل . ولكننا نفذنا الجزء الخاص بالتراجع ولكن ترجعنا كان في فوضي مدمرة ، حيث تركنا خلفنا أسلحتنا بعد أن صدرت إلينا الأوامر بالانسحاب لغرب قناة السويس .. لا ليس مرة أخري .. ليس كما حدث في العدوان الثلاثي .. لا نريد تكرار هذا .. وصرخت بأعلي صوت عندي ..
ولكن أحداً لم يجيبني .. وظللت أصرخ بهستيريا حتى وصلت إلي بلدتي وهالني ما رأيت
* * *
هيثم عبد الغفار
هناك 3 تعليقات:
ممممممممممممممم
ممممممممممممممممممممممم
هو مافيش غيرى ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مبروك
مبروك
مبروك
هى دى الاخلاق ولا بلاش
صححححححححححح
"رجل من هؤلاء"
نموت نموت وتحيا مصر
تحيه كبيره للكاتب
إرسال تعليق