الراحلون فى صمت 2
الأغلى دوما وأبدا ( حسن ) ، تشاركنا عشق
الكاراتيه والإرتقاء فيه ، وتنافسنا
فسبقته أحيانا وسبقنى فى الكثير ، كان من أول من عرفتهم حين انتقلت إلى
النادى ، وكانت ابتسامته لا تفارقه ، وهو اول من اقترب منى وتبادل معى الحديث فى
خارج التمرين ، ومع الوقت عرفنى بالكثيرين .
كان حكيما على الرغم من صغر سنه ، وكانت ولا
زالت نصائحه لى هى مفتاح الكثير مما واجهته وأواجهه ، وله جملتين فى مناسبتين لو
لم يكن له غيرهما لكفى وزاد ( " عيش وما تفكرش " و " هتتعب كتير يا
أزهرى طول ما إنت بتدور على فرحة الناس " ) وثبتت لى الأولى بعدها بأيام
وكانت مفتاحا لأعظم فرحة دخلت قلبى على الإطلاق ، وصدقت الثانية على مر الزمن .
تشاركنا الكثير من الصفات والإهتمامات
والأنشطة ، وكان سابقا بالخير دوما فيما بيننا ، حتى بعد الحادث كان أول من بادر إلى جمع شمل من بقى منا
، ويجب أن أعترف أننى كنت حجر العثرة فى هذا الأمر ، وعلى الرغم من ذلك لم يغضب منى
أبدا ، وكان متفهما لدوافعى . أذكر أيضا بعد الحادث وفى غمرة غضبتى فى هذا لحين
وفى تلاقينا على البساط تسببت فى كسر أحد اضلعه ، ولكنه قال أنه كسر فى حادث
انزلاقه من على السلالم ، وحين ذهب إليه قال لى : لست غاضبا منك ولكننى حزين عليك .
حين عدت به على كتفى من الميدان ودخلت به إلى
منزله ، احتضنتى أمه وبكت الكثير على كتفى ، ولم أستطع أنا البكاء وظلت دموعى
حبيسة تنتظر لقائنا حين يشاء الخالق عز وجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق