الخميس، 14 مارس 2013

من ذكريات الألم


الراحلين فى صمت 1

كان (ر) من أفضل الشباب الذين عرفتهم فى حياتى وأجدعهم على الإطلاق وأكثرهم تناقضا ، كان هو من علمنى معنى وفضل الإبتسامة ، وأن الضحكة هى أكبر الرسائل الربانية للانسان ، تعرفت عليه متأخرا بعض الشىء عن الباقين لأنه كان يسافر نظرا لظروف عمل والده .
لا أنسى فى يوم من الأيام عندما كنا فى الأسكندرية وخرجنا للتمشى قليلا ، ليس على الكورنيش كما يفعل البعض ولكن فى المدينة من الداخل وخاصة فى الأماكن القديمة وتأخرنا بعض الشيء وفى طريق عودتنا قابلنا بعض الشباب ممن حاولوا الزج بنا فى مشاجرة ، وهم وإن كانوا أكثر عددا إلا أننا كنا قادرين على ضربهم بإذن الله ، ولكنه أمسك بيدى ومنعنى من التحدث وطافت على وجهه الإبتسامة والضحك ودخل معهم فى جوار مفتوح وممتع حول العديد من الأمور وانتهى بنا الأمر ونحن نشاركهم كرة القدم وفى المساء خرجنا جميعا للتمشية وأصبحوا لنا صحبة جميلة .
بعد الحادث تفرقنا ولم نتحدث تقريبا ، وحين دخلت إلى الميدان عرفت أنه جريح ، ولكن بعدا بدقائق فوجئت به يعود وقد ربط على جرحه ،  وظل يقاتل بجوارنا والضحك على وجهه ويلقى من النكات ما يجعلنا نضحك ونتحمس أكثر ، كان أعلانا روحا وأكثرنا جلدا ، وحين انكفأ على وجهه فى إحدى هجماتنا لم نقف وظنناه تعثر ولكننا فى العودة التقطناه وقد ظننا أنه أصيب وقلقنا ، ولكن عندما وصلنا بعيدا عرفنا الحقيقة .

ليست هناك تعليقات: