من ذكريات الزمن الأسود
الجميييييل :)
تذكرتها وأنا فى القطار اليوم وكان لذكراها بسمة لم تمح حتى
هذه اللحظة ، كان ذلك منذ أعوام عندما كان عملى يقتضى السفر إلى أغادير بالمغرب
العربى ، وكان عملى يجعل من أغلب الوقت فراغ أمقته فتعودت على التنقل والنزول
للتعرف على تلك البلاد الجميلة بكل ما تعنيه الكلمة والتى لا تزال لها مكانة بقلبى
.
وسمعت يوما عن ( قمر أغادير ) العرافة التى
تشتهر بين أهلها هناك وأثير فضولى ، فأخذنى صديق إليها ، وما إن أبصرتها حتى
اعتقدت أن اللقب سخرية منها ، فقد كان وجهها لا يوصف بالجمال وإن كان ليس بقبيح ،
ولكن عندما جلست معها وتحدثنا عرفت سر جمالها فكان لها صوت رقراق وحديث عذب ،
وكانت غاية فى الثقافة وتعرف الكثير وقرأت أكثر ، لم تكن مثل تلك الصور التى
نعرفها عن العرافات او نتخيلها كانت عصرية ولم تكن تمتهن ذلك ، ولكنها كانت تساعد
الناس ، وكانت تعمل فى خياطة الثياب وشهد لها البعض بعد ذلك حين تحدثنا عنها
بالمهارة فى ذلك .
تعارفنا سريعا وتعددت لقاءاتنا ، وكانت تطيل
النظر فى وجهى وتبتسم ابتسامة لم أستطع تفسيرها ، وعندما سألتها قالت : تشبه رجلا
حكى لى عنه من زمن هو معروف عندكم ، وحكت لى عنه فعرفته ولكن لم أدر فيما أشبهه
فقد كان بعيدا للغاية ، ولكن وبعد شهور ولقاءات كثيرة وإلحاح منى أخبرتنى وزاد
تعجبنى .
كانت تشبهنى بأبى ذر الغفارى عندما قال عنه
خير الخلق صلى الله عليه وسلم " رحم الله أبا ذر ، يمشي وحيدا ، ويموت وحيدا
، ويبعث وحيدا " ولم تزدنى فى
الإيضاح أبدا .
وتوطدت صداقتنا ، وكانت لنا نقاشات كثيرة فى
أمور لا حصر لها ، ولما سألتها يوما عن كيف جاءتها المعرفة حكت لى ما لست فى حل من
ذكره ، ولكنها قالت أنه إما موهبة تصقل بعلم وإما علم على يد خبير ما يجعلك تمضى
فى تلك الأمور ، وحاولت أن تعلمنى بعض من ذلك ، وعلى الرغم من شغفى كى أتعلم منها لم
أستطع أن أتعلم سوى أمور بسيطة للغاية ربما أهمها قراءة الكف وبعض من الإهتداء
بالنجوم فى جولات الصحراء .
كنت أتنقل بين القاهرة والمغرب وكان كل لقاء
أو فراق بيننا يكون ضحك صاخب وفرحة جميلة ، وفى مرة كنت مارا بها أودعها كى أنزل
لأمر كعادتى ، فوجدت الدموع فى عينها ، فاضطربت واعتقدت أن هناك أمر ، فأخبرتنى
أننا لن نلتقى ثانية ، فأكدت لها أنه سفر كالمعتاد وإننى بإذن الله عائد ، فكررت
على نصائح قديمة أن انتبه لنفسى ولأمور طالما نصحتنى بها ، وأكدت أننا لن نلتقى من
جديد ، فانصرفت وعقلى لا يهدأ وحيرتى بلا حدود ، وبعد عودتى للقاهرة بأسابيع حدثت
أمور منعتنى من السفر إلى هناك ثانية وحاولت أن أرسل لها خطابات على عنوان أحد
الأصدقاء ، فكلما وصلها خطاب مزقته دون أن تقرأه وقالت : ليس بعيدا فنتراسل .
ووصلنى خبر وفاتها بعدها بما يقرب من عامين ،
وكانت صدمتى كبيرة لصدق مقولتها ، وعندما تمكنت من السفر بعدها بزمن ، ذهبت إلى
قبرها وتحثت كثير إليها ، ولا تزال ذكريتنا حية بداخلى لأحد أفضل من عرفت فى حياتى
.
****
الصورة من الإنترنت لمكان يشبه مكانا كنا نحب ارتياده
****
الصورة من الإنترنت لمكان يشبه مكانا كنا نحب ارتياده
هناك 10 تعليقات:
الله يرحمها و يغفرلها
شوف انا مش هاقولك كذب المنجمون و لو صدقوا
لأني باعتبر الفلك علم و علم واسع
و بحر خضم ، و الفراسة هو خاصية يمنحها الله من يشاء من عباده و لولاها لما رأى عمر بن الخطاب سارية محاصر
الله يفتح لمن يشاء بعلمه ذلك ما أؤمن به لذلك لا أكذب العرافين و لا أصدقهم فقط التمس منهم ايمانهم فان استشعرته اطمئننت لهم لكني لا اقطع يقينا بصدقهم
يقول الامام الجنيد و هو من ائمة التصوف : لو رأيت الرجل يطير في الهواء او يمشي على الماء فلا تصدقه فإن الشيطان يطير في الهواء و يمشي على الماء لكن إن رأيته يقرأ القرآن فصدقه
و من هذا المنطلق استشعر صدق صديقتك رحمها الله و غفر لها
و على فكرة من امنياتي صعبة التحقق زيارة المغرب
شوف يا درش
أنا اللى هأقول لك كذب المنجمون ولو صدقوا
وحتى هى قالت لى الكلام ده بس بألفاظ تانية
حسب ثقافتها
وعلمتنى حاجات كتير وقتها خلتنى ما اسمعش لأى حد بيحاول يقنعنى بالموضوع ده أبدا
الفراسة علم كبيييييييييييييير
وبحوره أوسع من كل خيالنا
ودا عن تجربة
المغرب من البلاد الفوق رائعة
وربنا يرزقك وتزورها وتقضى فيها أحلى أيام
بس يبقى عرفنى قبلها وأن أظبطك ;)
رحمها الله برحمته الواسعة وأدخلها فسيح جناته
هكذا هي الحياة كلنا فيها ضيوف ونحن لابد فيها أن نعيش ونحيا ونمضي ظغلى فراق
تحياتي وتقديري
حكاية قلم
الفراق كتبه الله علينا
ولا بد أن نقبل به
ولكن تبقى الذكرى
تحياتى وخالص مودتى
وحيد ازاي يعني
:))
ده انت عامل زي دودو بنتي لو دخلتوا مكان فيه عشر افراد اتصاحبتوا علي عشرين منهم
:))
وانا مع كلام مصطفي القناوي بلدياتي جداااااا
والله يرحمها رحمه واسعه
والمغري بلد جميله جداااااا
وبيقولوا دلوقتي بقت اجمل من الاول
ان شاء الله نبقا نروح نعمل ندوة هناك
ومانخليش في نفس مصطفي حاجه
:)
الله يرحمها ربنا يرزقك ويرزقنا قول امين يارب
ربنا يرحمها
انا تقريبا زى مصطفى و يمكن لا احبهم
و لكننى لا ارفضهم خاصة اذا كانوا من نوعية من يعطى بسمة امل
تحياتى
شموسة
خلاص
اتفقنا
بس هنعمل الندوة فى أغادير
ولا الدار البيضااااااء ؟؟؟؟
:)))))
الحنين
شكرا لمرورك الرائع
أبو عروستى
بسمة الأمل فى داخلنا
فقط تنتظر أن ننبش لنخرجها
صباحك ثكر
إرسال تعليق