السبت، 8 فبراير 2014

فى صحتك يا وطن


بداية وتعليقا على رسالة ما  لست ناقدا ولا كاتبا وأزعم أحيانا أنى قارئ ، وما أكتبه هو رأيي ببساطة ، يمكنك أن تناقشة أو تهتم لأمره أو تتجاهله وتلقى به جانبا ، أما غير ذلك فربما يكون لى رد فعل يزعجك أو ربما ما هو أكثر .

****

رواية فى صحتك يا وطن هى رواية تأخرت عن قرائتها كثيرا  ربما يكون هذا عائد لإننى لا أثق كثير فى أدب هذا الجيل ( الذى أنا منه ) لأسباب يعرفها من ناقشنى كثيرا فى هذا الأمر كما أن عشقى للتاريخ وللأدب القديم يستنفذ الكثير من وقت قرائتى ، ولكن هذا بدأ فى التغير على يد كاتب جميل هو د مصطفى سيف وروايته ضوء أسود التى سأكتب عنها بإذن الله لاحقا ، وتغير تماما على يد د شيرين سامى ورائعتها قيد الفراشة التى كتبت عنها سابقا   وهذا ما جعلنى أسعى للحصول على الكثير من الروايات فى معض هذا العام .

تمتاز فى صحتك يا وطن بالعمق الفلسفى الرائع والدخول إلى أغوار أبطالها والوصف القوى لما ينتابهم فى كل لحظة  ما يجعلك تعيش معهم تلك الحياة  ترى الزوجة وهى تعذب وتشعر لوعة الأب عندما يأتى النصل على عنق طفله وتتفجر الدماء ، تصرخ ( كفاية ) بكل قوتك وتأتى بها من داخل ذاتك منفجرة تهز أركان ما حولك ، يمتلئ فيك بالعلقم حتى تقف أمام انتحاره عاجزا فأنت تدين الفعل ولا تدرى كيف كنت ستنصحه بالعدول عنه .
فى القصة كمية من الصراخ تكفى أجيالا ، ويتحول العشق مع الوقت إلى حزن يغلف النفس بالمزيد من العشق ، ويدور الإنسان فى الفلك  الأبدى ، يعشق كى يجرح ويخرج من العشق بجرح جديد ، سلسلة لا تنتهى ، ودائرة كم أتعبت القلب وأرهقت النفس فى الدوران فى مضمارها الأزلى .
أرهقت مع سارة وقصتها الحزينة التى لن تنتهى  لأنها ببساطة لا تريدها أن تنتهى ، ولكنها أيضا تتعذب بها ، وعلى الرغم من أننى لا أوافقها الكثير فى تصرفاتها العفوية منها والمقصودة إلا أننى حزنت لأجلها كثيرا وكم تمنيت لو ضممتها بداخلى لأواسيها عن كل ذاك .

أما قصة علياء ومحمد فلربما أكتب عنها لاحقا ففيها من الزخم واستدعت لى من الذكريات ما الله عالم به .

عاصم هو قصتنا أو أغلبنا عشق داخل عشق داخل عشق داخل عشق ، وكله عشق بلا نجاح ، وقصص بلا نهاية وسرد خارج السياق ، لحن رائع ، ولكنه نشاز لأن العالم قرر أن يكون عزفه مريرا وصارخا بل وقاتلا للأحلام ، قرر العالم أن تكون أنشودته الدموية المنطلقة فى ربوع الكون على أوتار أوردتنا ويرقص منتشيا على دمائنا النازفة فى كل الميادين ، ميدان القلب وميدان العمل وميدان والوطن ، إننا قصة ولدت فى زمن بعيد عن أزماننا يأبى العالم إلا أن يحرفها لتناسبه ونحارب كى نصوغ أحداثها لتناسبنا ، وما بين هذا وذاك يحترق ما بداخلنا فى الصراع الأبدى .

هناك 3 تعليقات:

مصطفى سيف الدين يقول...

شوف يا اسامة انا قريت الرواية دي وعجبني طريقة السرد المميزة للرائع الأدي العالمي (مش مجاملة)محمد الجيزاوي بس بجد قرائتك ليها لفتت نظري لنقط كانت غايبة عني
شكرا للريفيو البديع

مصطفى سيف الدين يقول...

شوف يا اسامة انا قريت الرواية دي وعجبني طريقة السرد المميزة للرائع الأدي العالمي (مش مجاملة)محمد الجيزاوي بس بجد قرائتك ليها لفتت نظري لنقط كانت غايبة عني
شكرا للريفيو البديع

شمس النهار يقول...

انت قديم اوي
:)