الاثنين، 20 فبراير 2012

فليسقط الشهداء


ودماء الشهداء ( 2 )

تركنا الميدان يوم 12 فبراير ، وعندما اتحدث مع الناس الآن أجد أنه قد انتشر بينهم أننا كنا مخطئين ، ولكننى أخالفهم القول فى ذلك ، فترك الميدان كان قرارا صائبا ، فالكتائب تحركت وانتصرت ، ثم جاء دور المفاوضات فليس كل الحرب معارك ، ولكن كان الخطأ قد زرع بداخلنا من قبل حتى أن نبدأ ، أننا لم نكن مستعدين لذلك ، فلا خطط ولا تصور للغد وحتى خلال الـ 18 يوم الأولى كنا نعيش يوما بيوم والقرارات لحظية بحتة مهما ادعى البعض غير ذلك ، وحين جاء النصر رجعنا وكلنا أمال رومانسية ثورية فى الغد ، وتطلعات مستقبلية رائعة ، ولكننا نسينا أننا رأس الحربة فقط وأننا عبرنا القناة ولم نحرر الأرض ، فبدأ كل يضع تصوره وكل تصور كان فى رأيي ممجوج وسخيف لسبب بسيط أنه لا ينبع من فهم لما نحن فيه وما تحقق .

لقد بدأ الجميع ( والجميع هنا تشمل الجميع من كل التيارات والأحزاب والحركات الثورية والناشطين السياسيين كما يحبون أن يسموا ) وبداية من التنحى البحث فى الكتب عن الثورات السابقة والخطوات التى تمت وما الذى حدث وكعادتناوكما تعلمنا أن نحفظ بدون فهم لسنوات طويلة لم ننتبه إلى أن الثورة كما تعلمنا قديما ( هي التغيير المفاجئ السريع بعيد الاثر في الكيان الاجتماعي لتحطيم استمرار الاحوال القائمة في المجتمع وذلك بأعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعي بناءً جذرياً ) .

فالثورة هى التغييير وليس القولبة كما حاول الجميع أن يتحرك فمن نموذج 54 إلى جورجيا إلى الإشتراكية إلى الليبرالية إلى العلمانية إلى إلى إلى..............، واشتعل صراع غث قميئ لا معنى له سوى تفتيت الدولة أكثر وإلى أن يستفيد أعداء الثورة من أخطائنا وأن يستعيدوا توازنهم فى هدوء فنحن منشغلون فى إدراج تعريفات وصراعات مشتعلة على أمور لا أجد لها معنى على الإطلاق ونسينا جميعا أن بناء الدولة والنظام الإجتماعى لها لا علاقة له لا بالدستور ولا بالإنتخابات ولكن بالتطهير من الفساد ووضع النظام السليم لعمل المؤسسات ثم وضع العقد الإجتماعى للدولة ( الدستور ) ثم انتخاب المؤسسات المخلفة انتهاءا بالرئيس ليكتمل شكل الدولة ، وخسرنا الشعب ؟؟؟

وهنا كانت الخطورة الكبرى فحين انشغلنا بالصراع انتبه الشعب الذى نزل معنا فى الأيام الأخيرة ليدعم الثورة ويقول نعم للتغيير أن التغير هو للأسوأ وأنه استبدل طاغية بطغاة يتصارعونه تاركينه لمواجهة الأسوأ وغير منتبهين له ولا معيرين لكلمته معنى ، وهنا تراجع للخلف مرة أخرى وبدأ يبحث عن من يحتمى به ، كان ملاذه الأخير هو الجيش ( الذى أقف له احتراما لأنه المؤسسة الوحيدة التى استطاعت فمهت الشعب ولبت نداءه ) فقد وقفت تستمع لشكواه وتناقشه حتى اكتسبته لصفها ، وكانت الكلمة فى هذه الحالة الأولى والأخيرة للجيش لأنه ببساطة مدعوم بالشعب ، أما الثوار بطوائفهم فليذهبوا للجحيم ( وهو رأى أؤيده ) ، وأدار الجيش المرحلة بما فيها من صراعات بطريقة اختلف معه فى أغلبها وإن كنت لا ألومه كثيرا فى انتهاجها وسط كل هذا البحر من الإختلاف من التيارات الأخرى .

ومرت الأيام وتشابكت الخيوط أكثر وازدادت تعقيدا على تعقيد ولم نلبث أن وجدنا أنفسنا نندفع بدون تفكير وسط الزحام تتلاطمنا الأمواج ولا نستطيع التوقف أو التريث والتفكير لأن البداية كانت خاطئة والكارثة أننا مصرين على الاستمرار فى طريقنا دون أن يكن هناك خطة للغد أو حتى تصور لما سيكون عليه لأمر .

وبعد مرور عام اثبتنا بجدارة أننا نلدغ من نفس الجحر ألف مرة ولا نتعظ .

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

الاستمرار بنفس الاخطاء همجيه
انا راى نهدا شويه ونعمل توعيه للناس
ونبتدى نشتغل سياسه بشكل اعمق

غير معرف يقول...

الاستمرار بنفس الاخطاء همجيه
انا راى نهدا شويه ونعمل توعيه للناس
ونبتدى نشتغل سياسه بشكل اعمق

شمس النهار يقول...

عارف ايه المشكلة
ان الشعب مش القوي السياسية هو اللي قام بالثورة
فا القوي السياسية المحنكة
هي اللي طلعت وجمعت المكاسب
والشعب لافضل زي ماكان ولا اخد اي مكسب
غير الهم والشهداء

الازهرى يقول...

روعة النسيان

المهم فى معنى الهدوء

الهدوء يكون مع الحركة

أما السكون فقاتل

الازهرى يقول...

شمسنا

مش دى المشكلة
دا موجود فى كل الثورات
ناس تقوم بالثورة وناس تكمل البناء

بس المشكلة إن اللى طلع يكمل البناء

طلع مش عارف يبنى وجاب كتاب أبة نظيرة وبيطبق من غير ما يفهم

sony2000 يقول...

عندك حق

sony2000 يقول...

عندك حق

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

الاستمرار على هذا المنوال الخاطئ في ادارة الامور جريمة

لولا

Foxology يقول...

تسلم ايدك

تحياتى