فى ذكرى الرحيل
فى تلك اللحظة يكتمل عام آخر ، ويدور الزمن كى يبدأ عام آخر ، لا أدرى هل أقول مر بأحزانه وأفراحه أم ماذا أقول فالفرح لا يمكن أن يمر على القلب وأنت بعيدة ، وما الحزن بجانب حزنى على فراقك مهما تعاظم ، ضاع منى معنى الزمن ومعنى المشاعر
كالعادة عندما اكلمك تخوننى الكلمات وتتلعثم الحروف ولا يبقى بيننا سوى تلك اللغة السرمدية التى لم يدر بمكنونها ومعانيها احد سوانا على مر الزمن ، كم تمتلىء بالمعانى التى لم نجدها فى لغة البشر وكم أغنتنا أن نتحدث فى وجودهم
آه من مرارة الفراق ، مرت أعوام وما زلت أحس بأننا ما افترقنا سوى من لحظات قصار ، وما زلت أجلس أنتظرك ، أرى طيفك قادما من بعيد فيبتهج قلبى مؤملا أن تكونى أنت عائدة من جديد ، وتتحفز النس من جديد
ألا ما اقسى الألم الكاذب ، أعيش الوهم ، وتسجننى الذكرى بداخلها ، بداخلى ، أبحث فى ظلمات اليأس عن بارقة تعيننى على مواصلة الحياة
ترى هل كتب لنا اللقاء من جديد ، هل أراك ثانية ، يمر العمر ولا أدرى ، كم أتمنى أن أبيع كنوز الأرض مقابل لحظة أتمتع فيها بعينك الشفافة أرى فيها ماضينا الجميل ، ومرسوما فيها الحاضر والمستقبل ، أبيع كل ما املك مقابل لمسة دافئة من عينيك ، تجددنى ثانية وتعطينى دفعة فى الحياه ، من أين لى أن أستعيد لحظات قصار فى رحابك
أهيم على الأرض بحثا ، لا أدرى هل أبحث عنك أم أهرب منى ، تتوالى المشاهد والأيام والبشر ، أبحث بين الوجوه وفى القلوب ، أبحث فى الصباح وفى المساء ، أبحث البر وفى البحر ، أبحث فى كل مكان عرفه البشر ، وربما لم يعرفونه ، أبحث عن أملى الضائع بين الأيام ، أبحث عن أسطورة عشق لم تفتر على مر الأيام ، أبحث عنك ، أبحث عنى
أتأمل فيمن حولى فى سأم ، أتعجل مرور الزمن ، أؤمن أن كل لحظة تمر تقربنى منك خطوة ، تنيلنى الأمل ، تقربنى من حلم العمر ، كم حلمنا ورسمنا بريشتنا أحلامنا على صفحة السماء الصافية ووجه القمر الفضى وموج النيل ، على السحاب العابر فى نهار الربيع الجميل ، كم خططنا على الرمال ، وبنينا قصورنا منها ، كم ضحكنا كم لعبنا كم وكم وكم
آه من الذكرى الجميلة حين تشتعل بداخلى ، وتؤرقنى من جديد ، ترى هل نلتقى من جديد
آه من الأمل الكاذب