من أسبوع وأنا بأفكر أكتب التدوينة دى وكان ممكن نعتبر إن عدم وجود وقت فراغ هو السبب فى التأجيل ، ودا وإن كان سبب صحيح إلى حد ما ومريح للنفس من التفكير إلا إنه هيبقى خداع للنفس مش أكتر ودى حاجة عملتها مرة واتعلمت الدرس القاسى منها وبإذن الله مش هتتكرر تانى .
السبب هو خوفى من الناس حتى المقربين منهم لإنى عرفت إن مش معنى إنك بتحب تبقى طفل وتكتب وتتعامل مع الناس ببساطة إنك هتتفهم كده أو إن رد الفعل هيتناسب مع ده ، أحيانا كتير بيبقى العكس هو الحاصل على الرغم من إنه غلط .
السنة دى تستاهل وبكل جدا لقب السنة الأغرب ، اسم غريب يمكن بس مش لاقى لها توصف تانى ، وهى مقسمة لـ 3 أجزاء تبعا للمراحل اللى مريت بيها خلال السنة دى .
أول مرحلة كان الصدمات والضغوط والسفر المتتالى والإنشغال بحاجات كتير والبعد والخيانة والوقوع فى طريق بعيد عن الخط اللى رسمته لنفسى ومشاكل كتير كنت أنا سبب رئيسي وشبه وحيد فيها ودى استمرت من بداية السنة لنهاية مارس تقريبا وانتهبت بشكل مضحك وغير مفهوم بالنسبة لى لحد النهاردة وهو فترة التعب اللى ربنا رزقنى بيها ورزقنى فيها وبعدها بناس مهما شكرتهم وقدمت لهم مش هأقدر أوفيهم حقهم على الجميل اللى قدموه لى .
تانى مرحلة ما بعد التعب ودى من بداية مايو لبداية أغسطس الشهر اللى كنت وما زلت ومن الواضح إنه سيظل علامة التغيير الأبرز فى حياتى ودى كانت مليانة بالصراعات النفسية بالنسبة لى ما بين الخسائر اللى تسببت فيها فى المرحلة الأولى من السنة بالنسبة لناس كتير ما لهمش ذنب غير إنهم موجودين فى حياتى ، وحاولت قدر المستطع إنى أعوض الكل عن اللى اتسببت فيه وما زلت بأحاول ده يمكن أقدر أكون سبب فى أى سعادة لهم فى يوم من الأيام تعوضهم عن ده ، ودا أخد منى مجهود ربنا وحده اللى عالم بيه وأتمنى يكون راضى عنى ، وأتمنى أكون وفقت فى مسعاى ده وانتهت المرحلة بخسارة أقرب الناس لقلبى وآخر ملامح لأجمل زمن وأجمل صحبة وأحن قلب وأحكم عقل وسندى وضهرى فى كل ملمات الحياة اللى قابلتنى على مدى حياتى .
المرحلة التالتة ابتدت بالفقد ده واللى لحد النهاردة بأحمد ربنا إنه رزقنى الثبات ساعتها وخلانى على عكس ما توقع الكل رابط الجأش ومتحكم فى ما حولى من أمور بطريقة سلسة ، ابتدت المرحلة بأدفى حضن من بنوتى الصغيرة اللى باقية لى من الدنيا واللى مش باقى لها من الدنيا غيرى بعد الرحيل المؤلم ، ابتدت بدموعى اللى فاضت أنهار من غير ما أعرف ليه حتى كنت بأدمع لإنى ما كنتش بأبكى لكن ربنا جعل الدموع دى سبب فى غسل قلبى من جديد ، كانت سبب فى انتعاشى وإحساسى بإن الحياة موجودة وإن فى حاجات كتير تستاهل إننا نعيش ونرجع ونكافح ونكابر ونعند ونضحك ونفرح ونملى الدنيا ببرائتنا من جديد ، ساعتها عرفت حاجات كتير وراحت غشاوة من عينى كنت حابس نفسى فيها من زمن كتير وانطلقت ورجعت ضحكتى تدوى من تانى بصدق وقلبى يفرح بصدق ، وفهمت كلمة كان قالها شيخى من سنين " الرحمة من قلب الوجع لو اليقين موجود " الله يرحمه رحل من سبع سنين لكن دروسه لسه بتوصلنى .
اتعلمت من السنة دى دروس كتير قوى قوى قوى ، دروس يمكن من الصعب حصرها لكن أكيد صححت لى كتير من المسارات ورجعتنى حسب كلام اللى يعرفونى للانسان اللى كنت من سنين ، أكيد اتغير فى حاجات لكن كلها فى الصور وفى القشور لكن القلب رجع وبإذن الله هأكمل بيه وبإذن الله السنة اللى هتبدأ وكل السنين اللى بعدها تكون سعادة على كل الناس اللى بأحبهم واللى ما بحبهمش وحتى الناس اللى مأعرفهمش وكان نفسى أدعى للى بأكرههم بس الحمد لله مفيش فى قلبى كراهية لحد .