
هل تسمعين
هل تسمعين نداء فارسك الأمين
هل خطت الأقدار أنك عنا يوما ترحلين
أو تنتهى أحلامنا وما رسمناه سنينا بالأنين
تبا لكل حاقد ملأ السرور قلبه متخيلا أن البعاد قد ينسنى ما بيننا وما كنت بيداك ترسمين
ما زالت اللوحات عندى تزين حائطى وتسرى عن عن القلب الحزين
هل تعرفين
لوحاتك ما تزال حية هنا رغم مرور السنين
فالنسر يحلق فى الفضاء جاعلا من الأفق مملكته ، ملكا تخر له الجبين
ما زالت المياه تترقرق من شلالك الجميل وحوله الزهور والطيور والكون يمرح فى سرور
هل تذكرين
هل تذكرين الحمائم البيضاء تحمل فى مناقيرها سنابل السلام
والأم تحمل طفلها القتيل من رصاص الغدر تغنى نظرة الحزن فى عينها عن كثرة الكلام
ملامح طفلة بريئة تضم عروسها تحاول حمايتها من طعان الغدر تشفق عليها من قسوة الأيام
والزوجة الحنون تريح رأس طفلها الصغير على صدرها المكبوت ، تحكى له عن زوجها الذى ذهب فى رحلة بلا عودة محاولا أن يريح وطنه الجريح من الآلام
ولوحة الأشجار والحدائق والتلال الخضر تملأ العين بالحبور
وسنابل قمح ذهبية يتلوها زيتون يانع يعرفه من يسكن صور
وحرائق تمتد
والموت يلف عبائته السوداء
يحصد منجله أرواح البشر كما يحصد زرعا قد أينع بدلا من فلاح مأجور
آه يا وطنا تحكمه ثعالب وذئاب بمسمى صقور
تأوى بين الأسوار لجحور يدعوها قصور
يا وطنى قد رضى الشعب بأن يضرب ويسام الخسف
قد رضى الشعب قيود الذل
قد قنع بأن يقتات فتات الخبز ، أن يأكل لحم أخيه الحى
يا وطنى استعذب هذا الشعب لقب المقهور
قد صاروا حمائم أو بوم أو غربان
لكن لا تتحدث عن أن هناك صقور ونسور
بل إن هناك حمام فى زمن قد حمل شباك الفخ وطار إلى أرض الجرذان ليفك قيود الأسر
هل يعقل أن نقرنه فى الصفة بمن باع الأرض وباع العرض ورضى الجور
ما بين محيط وخليج حملان ترعى بلا راعى ، ولا حتى كلب يحرس
يكفيها عواء كى تتشرذم فى الأرض بلا هادى
والذئب يحب الغنم القاصى
هل لم نفهم تلك الحكمة عبر دهور
ياوطنى لا تحزن صدقنى إنى ما زلت أحاول كسر السور
لهفى على وطنى المأسور