قلب ميت
عشر سنوات مرت بين المرة الأولى التى توقف فيها والمرة الثانية ، كثير من
الأمور جرت بينهما ، ربما أكثر من الماء الذى يعبر تحت جسور فينيسيا الجميلة حيت
الحلم الذى جمعنا برؤيتها لم يزل فى طى القلوب .
كان التوقف الأول موتا ، كان كالسكون بعد العواصف المدمرة ، حيث اللاشئ هو
ما يحكم حركة الكون فى البلاد الخربة ، يكتنفه احساس عابر أن ما حدث لم يكن ، يعيش
على الإنكار ، يقتات على الذكريات الغامضة التى ربما لم يعد من يعيرها انتباها
سواه .
يتراجع إلى الداخل ، يعيش فى كينونته الخاصة ، تكثر الأٌقنعة ، يتداول بين
الناس ما يعرف أنهم فى حاجة إلى أن يروه عليه ، حزن وفرح ، بهجة وتوتر ، حنين
وبغضاء ، كره ومحبة ، كثير مما لم يعد له
معنى أو مذاق بعد موته ، لا يشعر بأى من ذلك ، ملاذه ضحكته التى تظهر بريئة
ويرغبون فى تصديقها كى لا يجهد أحدهم نفسه فى اكتشاف المزيد .
يجافى النوم مضجعه ، عشر سنوات لم يغمض له جفن قبل أن يقتل جسده التعب ،
وحين ذلك لا تتعدى الدقائق القليلة ثم يقوم من جديد ليقول للناس أنه ما زال يتحرك
بين الأحياء وكأنه منهم .
وكان التوقف الثانى حياة ، ربما ليست كاملة ، ربما ما زال ينقصها الضحكة
البريئة والذكريات الغالية ، ربما تنتظر تلك الكلمات السحرية كى تنهض من سباتها
لتواجه العالم ، ولكن هى حياة وجدت ، ويوما ما ستشق طريقها بين صخور الصمت كى تجهر
بالوجود .
تسائلوا كثيرا وخاصة ذاك الأجنبى المرح من بينهم ، لم تحكى كثيرا ؟ لم تذكر
فى كلامك كل التفاصيل ؟ لم كل ذاك الحديث بالساعة والتاريخ والملامح حين تحكى ؟
لم أجد ما أجيبهم عليه ، إذ كيف تصف لأناس ملئ بالحياة ، ولديهم فى كل لجظة حدث جديد ، أن هناك من يقتات على الذكريات ، وأنه يخشى أن
ينسى شيئا ، لأن حياته مرهونة بما يتذكر من تلك الأيام الخالية .
هناك 4 تعليقات:
الأيام الخالية
ضعها عنوان لقصتك الرائعة
الأيام الخالية
ضعها عنوان لقصتك الرائعة
كيف حالك ؟؟ :)
أدينى بأخبط فى الدنيا وتخبط فى :)
أخبار الجامعة ايه
مش ناوية تخرج بقى ؟؟
إرسال تعليق