أيام قلائل وينتهى العام الذى اعتبرته من
أفضل الأعوام التى مرت على حياتى ، كانت نهاية العام السابق مفعمة بالأمل ، مليئة
بالحياة والتفاؤل ، وبدا هذا العام وكأنه استكمال متصل لما قبله رواية لم تنته فصولها عكس ما كنت أتخيل ، دخلت
العام الجديد وملاكى الصغير بين ذراعى يملؤنى دفء قلبها ، تحوطنى نظراتها البريئة
، تحمينى مما بداخلى من شوق لمن رحلوا قبل النهاية وتركوا لى الأسطر الأخيرة .
رأيت فى هذا العام الفرحة النقية بعد أن
خاصمتنى لزمن لا أعرف عدده ، وجدت السكينة والدفء والكمال والإكتمال ، رسوت على شاطئ تلك الأرض التى طال ابتعادى عنها
، وجدت ما بحثت عنه فى العيون من بعد الرحيل القديم .
عرفت هذا العام كيف تستطيع أن توزع الفرحة
التى بداخلك على من حولك فتزيد ، عرفت طعم الفرحة البسيطة والقلوب المنطلقة .
عرفت الطريق .
كان عاما ناجحا فى كل ما مررت به تقريبا ،
الأسرة ، العائلة ، العمل ، الدراسة ،
مشاريعى الخاصة ، النمو الثقافى ، السفر .
رأيت الألم بداخله ، ولكن لم يكن كألم ما
سبقه وإن كان أشد إلا أننى وجدت بجانبى من يخفف عنى ويربت على كتفى ويضم كفى ليدفئهما
من برد الصدمة .
رأيت فى بداية هذا العام فرحة مؤجلة كان فى
غبطتها الكثير مما يعجز القلم عن أن يعبر عنه ، ورأيت فى نهايته فرحة متعجلة طار
قلبى حين أتت إلى فى هدبات الليل وارتج الفضاء بفرحتى الصارخة .
رأيت الكثير وأثق بفضل الله أن الأيام
القليلة الباقية تحمل لى أيضا الكثير