الأحد، 2 أغسطس 2015

فى رحلة الألم .... والأمل :) 12


قديما كنت اسمع ممن حولى ذاك السؤال ولا أعيره انتباها ، كانت لى بعض الإجابات التقليدية التى لا أضيع الكثير من ذهنى فى محاولة ترتيبها والعثور على شئ من المنطق فيها ، كنت أعتبرها سخافة أحيانا ، ولا أجيب عنها فى الكثير من الأحيان .
يختلف الأمر حين تجد نفسك مجبرا على الإجابة عليه وإلا ... ، وإلا فلن يسأل لك ثانية لأن الحياة ليست مثل الأصدقاء ، هى لا تكرر ولا تلح ، قرارها نهائى .
انزعجت قليلا حين نما إلى ذاك الخبر ، ارتبكت ربما ، ولكن لم يطل الأمر كثير حين فكرت فيه لهنيهة ، وكانت الإجابة الأبسط كعادتى فى مواجهة الحياة طوال الأعوام الكثيرة المنصرمة ، (  لا شئ مميز  ) .
سأفعل ما أفعله كل يوم ، سأضحك فى وجه الناس وأتنقل بينهم سأطبخ قليلا مع أمى ، وأجلس مع إخوتى ، سأسترخى فى مكان أحبه وأتذكر ما سبق وابتسم ، لم يكن الأمر مقلقا كما توقعت فى الزمن البعيد .
ربما الأمر المميز فى حياتى هو أننى نحركت فيها بهدء وسرعة ، كان لى من التجارب ما لا يتسع الوقت لحصره ولو فكرت فسيقع منى الكثير ، تنقلت كثيرا ، سافرت إلى الكثير من الأماكن ، عرفت الكثيرين ، تعلمت من خبرات الناس فى أماكن كثير ، قرأت من الكتب  - وللكتب حيوات منفصلة - ما أذهلنى  حين جلست لحصرهم منذ عام تقريبا ، والأهم  تعملت تفاهة الحياة .
ربما كان الحلم الأخير الذى تمنيت كثيرا أن يطيل الله فى عمرى كى أراه ، هو الإنتصار النهائى للثورة ، أعلم أنها ستنتصر فى النهاية ويقينى لا تشوبه شائبة ، إنه التاريخ من يحكى تلك اللحظات ويعلمنا الكثير عن الغد القادم ليملأ قلوبنا بالثقة فى نصر الله ، ولكننا نستعجل كل شئ .
ليس الأمر بالسوء الذى تخيله  الناس كثيرا ،  فقط كن مستعدا ، ولا تضع الوقت الذى بين يديك فى التفكير فى ما كان وما سيكون ، فاللحظة التى بين يديك هى أثمن ما تملك دوما ، أما التفكير فيما ستفعله فى اللحظات الأخيرة فهو أمرسيثقل روحك وسيجعلك تضيع الكثير من الحياة .

***********
“وداعا أيها الغريب

كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة
عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا

وداعا أيها الغريب

كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل
قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس
لحناً سمعناه لثوان من الدغل
ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمناه

وداعا أيها الغريب
لكن كل شيء ينتهي!”

أحمد خالد توفيق

هناك تعليق واحد: