الثلاثاء، 31 يوليو 2012

أغسطس الحزين


الأحد، 29 يوليو 2012

أغسطس الحزين





أعتذر لكل من يسأل ولا أرد عليه 
ولكنها أيام تمضى ولى عودة بإذن الله 

الجمعة، 27 يوليو 2012

تعجب 7


لو أننا لم نفترق ؟؟؟؟

الخميس، 26 يوليو 2012

تعجب 6



لماذا يمر الزمن دون ان يترك فى النفس علامة ؟  دون أن يقول هنا نتوقف عن الحب .... وهنا نترك الأمل .... وهنا نكف عن التفكير .

الأربعاء، 25 يوليو 2012

تعجب 5



الكون بدونها هو مقبرة لا تحمل حتى جثث الموتى 


الثلاثاء، 24 يوليو 2012

تعجب 4



عندما يختلط الحزن بالسعادة ، حتى لا تبقى سوى شائبة منها ، لا يشعر بها القلب

الاثنين، 23 يوليو 2012

تعجب 3




نتشبث بالحلم ، لكى لا ينهار يقين بداخلنا

أن الأمل الكاذب سيتحقق يوما 

الأحد، 22 يوليو 2012

تعجب 2



أيعتقدن أنهن يستطعن أن يكن مكانها 


بالتأكيد لا يعلمن من هى 

السبت، 21 يوليو 2012

تعجب


فرق كبير للغاية 
بين تلك التى تمنيتها وتتمناها 

وتلك التى تشتهيها 

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

حلم التمنى



يوما سنلتقى 


وسنكون .... من جديد

نفسى



يكون عندى ولو صفة من دول 
بس مش عارف 

الاثنين، 16 يوليو 2012

حلم الأمل


حلم الأمل 


هنا .. هنا ، تحركت سريعا فى اتجاه الصوت الذى يناديها وركعت سريعا على ركبتيها  ، وقبل ان تسال امتدت يداها كى تمسك بيده ، وتقيس له النبض ، وامتدت يدها بالسماعة كى ترى ما الذى يوجد بداخلها ، وسرعان ما بدأت الكلام وهى تكشف جرحة وتبدأ التعامل معه كى تستبين ممن ناداها عن أين أصيب وما الذى أصيب به على وجه التقريب ، اعتادت دوما أن تأتى الإجابات مبهمة ، لم تجد من يتجاوز هلعه على جريحه كى يضع تقريرا تفصيليا لما حدث ،  ولم يكن من المنطق أن تفعل من الأساس ، ولكنها كانت طريقتها كى تعرف أولا بأول ما الذى يدور لحظة بلحظة ، كانت تعشق أن تكون هناك تحارب معهم ولكنها كانت مجبرة على التواجد هنا كى تلملم الجراح ، فالأطباء وغن كثروا ، فالجرحى بلا عدد ، كانت معركة مفتوحة فى حرب ضروس ، كانوا وما زالوا مصرين على الإنتصار فيها .

فى الهزيع الأخير من الليل ، تحركت إلى مبيت كى تستريح فيه  لساعات قليلة من عناء اليوم ، كى تستطيع أن تواصل غدا ، وبعد أن آوت إلى فراشها ، ردت التحية على صديقة لها كانت تمر بين أماكن النوم ، وأخرجت صورة صغيرة من جيبها بحرص شديد ، وهمست ( أنتظرك ) ثم اغمضت عينيها وراحت فى نوم عميق بلا قرار .

مرت بها صدقتها وألقت عليه التحية وعلى وجهها ابتسامة سرعان ما تلاشت بعد أن عبرت من أمامها ، وحل محلها تعبيرا عن الحزن والإشفاق ، ما ذنبها كى تظل كل تلك الأعوام فى انتظار ربما لن ينتهى أبدا ، كانت تعرفها منذ الصغر وتعرف ما آل إليه حالها ، وعملها الدؤوب كى تمر الأيام ولا تشعر بها .

هب فى وجهه موبخا إياه على ابسامته ، ورد هو بايتسامة أوسع وأكثر رحابة وهو يربت على كتفه فى حنان ويسأله : ألا ترفق بنفسك يا أخى ؟

فرد فى عصبية زائدة وهو يلوح بيديه فى كل الإتجاهات : قل لى أنت ما الذى يجعلك تبتسم تلك الإبتسامة ونحن فى ذلك الجحيم ؟

ضحك فى خفة وأشار بيده إلى ما حوله :  يا أخى كل من حولك هم منا ، وربما تقول إن هذا معتقل أو حتى بتعبيرهم  المهذب سجن إلى ان ننظر فى أمركم ولكنك إن نظرت إليه فهو بيت لنا ، سرعان ما سنغادره بإذن الله ، وأشار بيده قبل أن يقاعه الآخر ، أعلم أنك لا تصدق ما نقول وترى اننا سنبقى إلى أن يوارينا التراب ، ولكنى أقولها لك وبكل ثقة ، ما دام هناك من يحمل الحلم خارج هذه الجدران فالأمل باق ، وسننتصر ، فما ماتت أمة فى داخلها حلم الحرية وإن طال الزمن ، فالغلبة لنا والغد لنا .

قام من جانبه تاركا إياه يفكر بهدوء ومر هو إلى الجانب الآخر من الزنزانة ، وجلس وهو يرنو بعينيه من الفتحة الضيقة قرب السقف ، وشرد بعقل بعيدا ، وتمتم وصورتها تتجسد أمامه بملامحها الملائكية الهادئة ( سأعود ) .

السبت، 14 يوليو 2012

تساؤل

ويستمر السؤال


مرر يديه عبر خصلات شعره فى حركة لا إرادية ، وهو ينظر إلى شروق الشمس فوق ماء البحيرة اللامع ، وأخذ نفسا عميقا من الهواء البارد ، امتلأ به صدره واقشعر بدنه لبرودته الشديدة ، سحب قدميه المفرودتين ليقوم متثاقلا منهيا جلسته اليومية ، والتى يبدأها عادة بعد أن يصلى الفجر فى المسجد القريب ، ثم يسير عبر الطريق الممهد وحتى مرفأ مراكب الصيد الصغيرة ثم يعود عبر الشاطئ إلى صخرته الأثيرة والتى شهدت خلال أعوام من ذكرياته الكثير .
يمشى بخطوات بطيئة وعيناه لا تفارقان مياه البحيرة عن يمينه والشمس ترتفع لتعطيها لمعة جذابة ، ترتد بداخله لتنير له كهوفا قد طواها الظلام ، كم تمنى لو يعيش بداخل البحر ، بين أمواجه ، يسرى على قاعه منسابا مع مخلوقاته فى رشاقة ونعومة ، يعود إلى الواقع مع اقترابه من منزله الصغير يتلفت حوله ليلقى بالتحية على من استيقظ من جيرانه الذين لا يعرف أحدا منهم ولا يعرفونه على الرغم من تردده لسنوات على هذا المكان .
تمسك يده بالفرشاة وتغمسها فى الألوان ، تتشكل صورة ، تتلبثه الحيرة ، ماذا يرسم ؟؟؟؟
كان يطل من الشرفة على مشهد واسع للبحيرة والمراكب تعبرها والأطفال والفتيات  يلعبن على الشاطىء ، وكانت لوحته  تمتلىء بها ، بذكرياته معها ، برحلاتهما سويا عبر أزمنة بعيدة وأماكن كثيرة ، تنهد وهو يتمتم لنفسه قائلا : ليس بعد .
ضع الفرشاة جانبا بعد تنظيفها ، ويغلق علب الألوان ، يتقدم خطوات بسيطة فى اتجاه حاجز الشرفة ، يقف أمامه ويداه فى جيبه ، يبحث للمرة المليون عن إجابة لسؤاله الأبدى ، لماذا ما زالت هناك بداخله ؟؟؟؟ ؟؟؟؟

الجمعة، 13 يوليو 2012

تخاريف 6





ماذا لو

تخلص العالم من النساء ؟؟؟؟
 سؤال بيلح على من فترة  وبدأ يزداد فى الفترة الأخيرة بشكل كبير ، وحاليا وصل لذروته جدا جدا جدا جدا
فى البداية وعلشان عارف إن فى ناس كتير هتفضل تقول لى إنت ظالمهم ، وماينفعش كلامك ده ، ومش كلهن ، والكلام البايت اللى مالوش عازة على رأى واحد أعرفه ، أحب أقول له إن انا فى 80 % من تعاملاتى كانت مع الستات .

فى البيت ، فى المحل بتاع البقالة القديم ، فى المعرض  ، فى النوادى ، فى الشركة ، فى التدوين ، فى الصيدلية ، فى تويتر ، فى الفيس ، حتى فى الميدان ، يعنى عاشرتهم وعرفتهم على كل شكل وملة ولون وعقلية وأى حاجة حد يفكر فيها للمقارنة .

وبأقولها وبكل قوة ، كفاااااااااااااااااااااية ارحمونى ، ويا إما تسيبوا البلد وترحلوا يا إما ترحلونى أنا منها على أى مكان مفيش فيه ستات إطلاقا ، وعلى رأى العيال الثوار اللى خربوا البلد خنقتوووووووووووووووووووونا


نعم ؟ فى محترم قاعد فى الصف اللى على الشمال بيغمغم ، ممكن أعرف بتقول إيه بصوت واضح ؟؟؟؟

نعم يا روح طنط ، فى دليلى

فاكرنى هأعمل زى الأفلام الهندى واقلع لك هدومى وأفرجك على الكرابيج اللى بيضربونى بيها مثلا
ولا أقول لك أنا هأحترم برضه وجود حد بعقليتك معانا هنا وبما إن القافلة تسير بقدر احتمال أضعفها هأقول لك كمثال فى السريع كده
سنة 2002 كنت مسافر الغردقة ورفضت آخد حد معايا قلت للكل أجازة ومصيف ومش عايز حد يقرفنى
وعنها وبدأت الحرب و ( س ) من السيدات لفت لتخليها أجازة نحس على

وانتظرت لحد ما وصلت الغردقة وقعدت الكام يوم بتوعى وانا راجع ويا دوب ركبت الأتوبيس ونمت
ودى اتصلت بحد من القريبين منى وبتسأله صحيح الخبر اللى سمعناه ده ؟؟؟؟
خبر إيه ؟؟؟؟

إن الأزهرى عمل حادثة وهو راجع ونقلوه المستشفى وفارق الحياة

وطبعا مع الكثير من النهنهة والشحتفة والعياط والصويت والذى منه
وعنها وهو اتصل يطمن من حدا تانى والخخد  التانى اتصل بحد تالت

وانتشر الخبر والجيزة كلها اتقلبت وقتها
وطبعا أنا فى الغيبوبة لإن مفيش طريقة حد يوصل لى بيها نهائى لحد ما أنزل القاهرة أو الجيزة
وحتى بعض المقربين منى اتصلوا بالبيت عندنا وبيسألوا انافين فيقولوا لهم دا مسافر وراجع بكرة

وطبعا مفيش حد عايز يبقى هو اللى نقل الخبر السيء ناهيكم عن إنه مش متأكد أساسا
وفضلت الدنيا تغلى ويتصلوا بستشفيات الطريق والبوليس وكانت كارثة
لحد ما وصلت بيت خالى فى الجيزة وعرفت من أولاده الموضوع   وبدأنا نتصل نطمن الناس
سيبك بقى من عملت إيه بعدها  لحد ما وصلت لها ولا حتى انتقامى منها

وكان ف موقف تانى بأعيشه حاليا عبارة عن مأساة حقيقية
تخيل لما حد يوطك إنك تشتغل جليسة أطفال لحد عنده 22 سنة

سيبك منه علشان وأنا باكتب دخلت على بنت أمورة ومعاها جوزها وطفلتها وانا باكتب التدوينة دى
وعايزو علاج للكحة لبنتها
طيب يا ستى معاها بلغم او برد ؟؟؟؟
آه معاها
لأ مش معاها
يعنى معاها ولا مش معاها ؟؟؟؟
مش عارفة
طيب يا ست الكل
وهى بتكح بتحسى غن صدرها تقيل مثلا او حاجة غريبة فى كحتها ؟؟؟؟
أيوه فى
لأ مفيش
يعنى فى ولا مفيش ؟؟؟؟
مش عارفة
طيب هى أسنانها بدأت تطلع ولا لأ ؟؟؟؟
أيوه بدأت
لأ لسه
يعنى بدأت ولا لسه ؟؟؟؟
مش عارفة
طيب سؤال أخير
هى عمرها كام ؟؟؟؟
سنتين وشهرين
لأ سنة وشهرين

نعععععععععععععم

تيجى إزاى دى بقى إن شاء  الله
طيب اتولدت قبل الثورة ولا بعدها ؟؟؟؟
قبلها
لأ بعدها
هى اتولدت فى شم النسيم
قلت لها حلو
يعنى فى أبريل ويبفى كده هندها تقريبا
سنة و 3 شهور
لأ هى اتولدت فى فبراير

يا ستى طول عمر شم النسيم بييجى فى أبريل مع عيد ميلادى

لأ النسة اللى فاتت كان فى فبراير

طبعا غلطت نفسى
وقلبت الكلام ضحك مع جوزها وبنكمل كلامنا
وعرفت إن الأبلة المعدلة
اللى حارقة دمى من الصبح المفترض تقول لى يا خال
تبعا لقواعد عائلات الريف اللى كيد عارفينها
طبعا
كان نفسى أولع فيها وفى بنتها وفى جوزها وفى أبوها لو شفته هو كمان

دى عينة بسيطة من المأساة

ترضيكم ولا نقول تانى ؟؟؟؟

لقاء الرحيل

لقاء الرحيل


نهض من سقطته سريعا واندفع ناحية الآخر الذى عرقله أثناء اندفاعه بالكرة ليضربه ويقتص منه ، ولكن أدركه الآخرون كالعادة يحاولون تهدئته وتطييب خاطره بأنه لم يكن يقصد وأن اللعب لن يكون سببا فى الشقاق بينهما ، بينما كان الآخر بعيدا يدافع عن نفسه لكن فى عينيه كانت نظراته الخبيثة تفضح نيته السوداء فى عرقلته كى لا يفوز فريقه عليه ، هدأ أخيرا وهو يمنى نفسه بثأر فى المرة القادمة ، وأن فريقه سيربح المباراة مكتسحا فريق ( جميل ) بعشرة أهداف على الأقل كما كان الحال قديما .

حاول التماسك لدقائق وهم يغادرون  الملعب ، وبعد أن انفصل عن أصدقاءه ، نزلت دموعه مدرارا كأنها صنابير السماء فى ليلة شتوية عاتية ، ولكن بلا صوت بكاء ، لقد تذكر ( حسن ) صديقهم الذى لم يغب عن أذهانهم قط ، كان من أمهر اللاعبين فى المدينة ، وكان له القدرة على قيادة فريقهم وتجميع شملهم إلى الفوز كل مرة ، ولكن .....

( رائف تعال هنا ) أخرجه الصوت من ما هو فيه وهو يسرع نحو مصدره مجيبا ،  نعم يا أمى ، مسحت الدموع من على عينيه جزعة وهى تسال عن ما يبكيه ، فكذب قائلا أنهم قد خسروا المباراة للمرة الرابعة على التوالى وهذا يحزنه كثيرا ، هزت رأسها وهى تدعوه للدخول والإغتسال لكى يتناول الطعام مع أبيه ، وفى قرارة نفسها كانت تدرك سر حزنه ولكن ما باليد حيلة .

بعد العشاء دخل ليؤدى واجباته ثم استلقى على سريره لينام ، واستيقظ مع صوت الآذان يدوى فى أرجاء البلدة ، فقام وتوضأ وذهب ليصلى كعادته ، وفى طريق العودة وجد الكل يجرى مذعورا ودوى القنابل يزداد قربا من مكانه ، تجمد هلعا ما يحدث للحظات  ، ثم اندفع منطلقا كما تعلم فى المرات الكثيرة السابقة ، ينحنى وهو يجرى كى لا تصيبه الشظايا ، يحاول التعرف على أقرب موقع لملجأ يلجأ إليه من القصف العنيف ، ولكن قبل أن يبلغه ، توقف القصف وساد الهدوء للحظة خاطفة ثم تعالت الصرخات فى عنف أشد ، الجنود يهاجمون من أماكن عديدة ، حمل الحجارة واندفع فى طريقهم يقذفهم بها ، كان يعرف أنها لن تؤذيهم ، ولكن كان يحاول تعطيلهم حتى يهرب الباقين ، لن يسمح أن يأسر هؤلاء أحد من أهله وأحبته .

وفى اندفاعه وجد بجواره ( جميل ) عدوه اللدود ، يحمل الحجارة أيضا ويندفع بها فى قوة ، تسابقا فى الكر والفر ، والمناورة من الجنود هم والكثير من أصدقائهم ، حتى حنق الجنود وهم يحاولون اقتحام المكان ، فبدأوا فى إطلاق الرصاص ، واحتموا جميعا وبدأ فصل جديد فى الصراع ، وفى لحظة خاطفة وحركة غادرة ، انتزع أحد الجنود قنبلة يدوية ونزع فتيلها وألقاها عليهم ثأرا للحجر الذى أصاب وجهه إصابة عنيفة ، كانت حركة غير متوقعة لم يلمحها أحد سوى ( جميل ) الذى جرى عليه وهو يصرخ محذرا واحتضنه ليدفع به بعيدا عن مسارها ولكن  ....

كانت الدموع تغمر العيون والكل يحمل الجثامين المتخلفة من الصراع ، ويداوون الجرحى ، ولكنهم جميعا عجزوا عن حمل جثمانين متعانقين سقط فوقهما جدار وفارقت أعينهما الحياة ، كانوا كلما اقتربوا منهما ، تقشعر أبدانهم  ، وتنفطر قلوبهم ، ولا يقدرون على التقدم لتخليصهم من الركام وحملهم بعيدا .

صاح رجل عجوز والغضب يملأ ملامحه وجسده ينتفض : ما لهذا الكلب الذى يدعى أنه أسد ، أى خطر هذا الذى يتجنبه هو ورجاله ويخشونه من أطفال فى العاشرة من أعمارهم ، ألا سحقا لهم .

الخميس، 12 يوليو 2012

الطريق إلى سوريا


 
يتحرك على الطريق ، تلفحه شمس ظهيرة لصيف لا يرحم ، يتحسس المنديل المبلل على رأسه ليجده قد جف وأوشك أن يحترق من فرط الحرارة المصوبة عليه ، يحاول تغيير اتجاهه ليجلس قليلا كى يستريح تحت ظل زيتونة تقف وحيدة شبه محترقة وسط الكثير من الشجيرات المتفحمة ، تعانده قداماه وتأبيان إلا مواصلة المسير ، فيواصل وهو يسلى وقته بما يتصوره من أحداث قادمة ، سيقاتل ، لقد عبر الأنفاق بين مصر وفلسطين ، لم يكن معه إلا ما يدفعه لقاء ذلك وقيل لزاد الطريق ، وعناوين لأصدقاء سيساعدونه على العبور إلى الجولان لينتصر لإخوته فى سوريا ، ويقف معهم ضد جبار ظالم ، لا يراعى تعاليم دين ولا حتى انسانية ، سيقف إلى جانبهم وسيحارب معهم كما اعتاد فإما نصر أو شهادة .

كادت دمعة ساخنة أن تفر من عينيه عندما مر بخاطره وقوفه هناك فى الميدان بجانب إخوته ، كانوا صادقين فى إزالة العدوان ، فأعانهم الله تعالى وزال ، وكانت النتيجة تستحق التضحية الزكية التى غمرت ملابسه ويديه وهو يحمل أقرب الناس إلى قلبه كى يرحل بهم عن الميدان للمرة الأخيرة ، لقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقضوا بينما انتظر هو ، ولكنه عاهد الله أنه لن يبدل تبديلا .

ورحل الطاغية واستردت الدولة أملها فى غد مشرق ، وبدأت ليبيا فى الفوران هى أيضا ، فشد الرحال إلى هناك وحارب إلى جوارهم ، وسقط من سقط حتى كتب الله لهم النصر ، واليوم هو يشد الرحال إلى سوريا ، ولقلة موارده ، قرر أن يمضى الطريق سيرا على الأقدام ، حمل ما قل من ملابسه القليلة أصلا ، وحمل كل ما أدخر وإن علم انه لن يكفى ، ولكن الله عليم بحاله وفى الطريق سيكون له عونا .

تنبه إلى سيارة تأتى من خلفه ، فأشار لها متحمسا لعل قائدها يوفر عليه مشقة جزء من طريق طويل قد بدأه ، وسيصل بإذن الله لنهايته ، مرت السيارة ولم يكلف قائدها نفسه حتى بعناء الإشارة إليه ، هز كتفيه ومضى شأن من مر بالموقف مرات عديدة ، كانت الطريق على الجانبين تمتلىء بالخراب وبالأطفال اللاهين فى اللعب رغم قيظ الحرارة ، لم يتعجب لأنه تعلم من انسان قابله من قبل ، أنهم يلعبون قدر المستطاع لأنهم لا يدرون متى يهاجمهم الإسرائيليون ،  ليقطعوا عليهم مرحهم ويبدأوا بذبحهم .

توقف عند عشة بسيطة ( أو ربما أقل ) ليطلب منهم مياها فقد نفذ ما معه ، فخرج له طفل صغير لبى طلبه فورا وهو يبتسم فى وجهه ببشاشة وكأنه يعرفه منذ مئات السنين ، أخذها منه وشكره وانطلق ثانية ، كان مصرا ألا يقف حتى يرجع للجدول الزمنى الذى قرره والذى أخره عنه مرضه الذى باغته بعدما عبر الأنفاق نتيجة مياه المدينة الملوثة والتى لم يحتملها جسده ، وكان ذهوله عندما علم أن كل من بالمدينة على اختلافهم هى مشروبهم الوحيد .

وصل إلى نقطة على الخارطة مع غروب الشمس ، كانت تمثل بالنسبة له فرحة عارمة فقد كاد أن يعوض ما ضاع من قبل ولم يتبق سوى مسافة بسيطة سيقطعها قبل أن يؤذن للعشاء  ، مر على الطرقات قاصدا مكان نهاية رحلته كما وصفت له شفاهة وعلى الخريطة البسيطة التى معه .

جلس إلى جدار المدرسة مستندا بظهره إليه ، متجها بعينيه إلى النجوم فى السماء ، حامدا الله على أن أعانه ، وتنهد بحرارة كبيرة ، ولم يلبث لحظات حتى راح فى نوم عميق من نتيجة تعبه ، وحين استيقظ بعد ساعات معدودة لم يشر سوى بمرور لحظات ، وإن كان جسده قد استرد نشاطا افتقده منذ غادر النصيرات ، اعتدل فى جلسته وبدأ فى تحريك جسده كى يفيق كاملا ، ولكنه انتفض عندما وجد ظلا لرجل يجلس بالقرب منه وينظر إليه مباشرة .

انتفض واقفا وهو يقول بصوت قوى اعتاد عليه منذ أيام حراسته للميدان وبعدها فى ليبيا ، من أنت ؟ وماذا تريد ؟
رد الرجل ببطء وهو يزن كلماته : لا تخف يا ولدى ، عابر سبيل استريح من عناء سفر ، ولكن السؤال من أنت فليس كلامك بكلام بلادنا ، أأنت مصرى ؟
فرد بحذر ( على الرغم من أنه اطمأن للرجل حتى وهو لا يرى وجهه فى ظلمة الليل ) : نعم من مصر .
فسأله الرجل وهو متحير : ولكن ما الذى جاء بك إلى تلك البقعة ؟

فصمت قليلا وهو ينظر بحذ ر إلى الرجل وصوت المهيب الذى لا يعرف لم احتواه بداخله ، وامتص توتره ، بل وجعله يشعر بالحنين فيه ، فعاجله الرجل وقد بدا انه يدرك محاذيره : لا تخف يا ولدى ، انا مطارد ولا أريد أن أرى الأمن بأكثر منك بكثير ، فتكلم ولا تخف .

 أحس بارتياح غير منطقى ورد عليه : عابر سبيل أيضا .
فقال والحيرة تبدوا في صوته جلية : إلى أين يا بنى ؟
جاءت بنى لتمسح الكثير من عناء الرحلة ، ولتعيده للحظة لحارته البسيطة ، والرجل العجوز الذى كان يجلس ليبيع الحلوى على الرصيف والذى اعتاد أن يتناول من عنده ، حتى بعد أن انهى دراسته الجامعية وافتتح عيادته .
فرد والهدوء يملأ قلبه ، وتوتر جسده يتلاشى : إلى سوريا .

إلى سوريا !!!!!! كاد ذهول الرجل ان يبلغ منتهاه وهو يقولها وكأنها آخر ما توقع سماعه على الإطلاق ، وبادره سائلا : ولماذا سوريا ؟
فحكى له قصته كاملة ، منذ ترك عيادته مسرعا كى يلحق ليعين من أصيبوا من أصدقاءه فى مواجهاتهم مع الشرطة يوم 26 يناير وحتى قابله ، كم أحس بالإرتياح وهو يحكى ويتذكر كل تلك اللحظات التى مرت عليه ، عمر كامل فى تلك الشهورالمنصرمة وياله من عام لن ينسى من تاريخ أى من عايشوه لى الإطلاق .

ابتسم الرجل ، واتسعت ابتسامته ، وكادت أن تتحول لضحكة وهو لا يفهم ماذا هناك وما الذى يجلب البسمة والضحك فى كلامه ، وهم بسؤاله ، ولكن الرجل أشار إليه بيده التى ينقصها اصبع أن يتوقف ، وصمت قليلا ثم بدأ يحكى .

يا ولدى ما تعرف عن تاريخك ؟ وقبل أن يهم بالإجابة أكمل الرجل : أى بنى لو كنت تعلم تارخك حقا لما كنت مثل ذلك الذى ترك الصنبور مفتوحا وذهب إلى العمل وعاد فوجد المياه تغرق كامل البيت ، فقام مسرعا يزيل المياه من غرفة تلو الأخرى حتى أنهكه التعب والماء لا ينتهى ، أو تدرى خطأه ؟ أنه نسى فى غمرة كل ذلك أن يغلق الصنبور .
يا ولدى لا تترك الحية وتجرى وراء صغارها ، فوالله ما قتلت واحدا حتى تكون قد ولدت لك مائة غيره ، يا ولدى اضرب حيث يخافون وانتصر هناك ينهزمون فى كل البلدان ، يا ولدى حاربت فى ليبيا وتترك الديار إلى سوريا وغدا اليمن وبعدها فلسطين وبعدها العراق وبعدها ما لا يدرى إلا الله ، لا ولدى لا يخدعونك .
ثم أشار بيدا فى اتجاه بعيد ، يا ولدى نحن نحارب هنا ونموت كى نشتت العدو وتظل قضيتنا حية حتى تنتصروا هناك ، فانتصاركم انتصارنا ، ونهضتكم خذلان عدونا ، ووالله ما نقوى إلا بمصر ، فارجع هناك وحارب وانتصر تنتصر لنا جميعا ، يا ولدى أدرك مصر ، فانتصارها اليوم ، رجوع حقوقنا جميعا غدا ، فوالله لا يجرؤا علينا وفينا مصر قوية ، ولا نقدر عليهم ومصر ضعيفة .

ثم قام وهو يربت على كتفه تربيتة خفيفة حانيةويقول : يا ولدى عد وانتصر لنا هناك وليكن الله معنا جميعا .

أعطنى الناى


الأربعاء، 11 يوليو 2012

غنوتى


بقالى يومين مشغلها عندى

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

ليته تعلم 4




علمته يوما

نقش الكلمات الصامتة

على جدران القلب المذبوح 

الاثنين، 9 يوليو 2012

وحيدا


قالت عرافة قريتنا .... ستموت وحيدا 


****
جويدة

الأحد، 8 يوليو 2012

كنز الحلم


                   كنز الحلم 


كانت الملل يتسرب إليه كل يوم ، بل كل ثانية ، لقد فقد شيئا ما بداخله ، هناك ما لم يعد يعمل جيدا ، رتابة الحياة لم يعد ما يعادلها ، اختفى رونق الوجود من حوله ، عاد يزفر بقوة محاولا طرد كل ذلك من ذهنه وهو ينظر إلى اللون الأصفر على امتداد البصر من كل اتجاه ، ويقلب عينيه فى السماء المتوهجة بشمس الظهيرة اللافحة  ، ينقل قدميه بتثاقل كبير وهو يتحرك فى دوائر لا يزيد نصف قطرها عن أمتار معدودة ، يناديه صوت من خارج من المنزل ( كما يحب أن يطلق عليه ، وهو مكون من أربع حوائط من الخشب غير مكتمله ويستر ما بقى منها أجولة وخيش ) ماذا تفعل ؟
تبا لغباء سؤال يتكرر ، أيعقل مثلا أنه يتدرب على السباحة أم يلعب الجولف ؟ نظر له  شذرا ولم يرد ، كان يعرف أنه لو رد لخسره فورا ، وهو لن يجازف بذلك أبدا ، ليس وهو عماده فى هذه الحياة ، لن يعيش سوى لحظات معدودة بعده وستلتهمه تلك الصحراء التى لا ترحم ، مهلا مهلا ....
سؤال حيوي ، ما الذى جاء بهما إلى هنا من الأساس ؟
ألقى السؤال على صديقه ، فنظر إليه بفراغ صبر وملل من سؤال يتكرر كل ساعة خمس مرات تقريبا ، وجاوبه بهدوء نحن هنا للبحث عن الكنز الذى أخفيته يوما وتريد استخراجه بعد عودتك خالى الوفاض من سفرك ، واستدرك ليجيب سؤالا آخر اعتاد أن يعقب به ، وأنا معك مقابل ثلث ما نجد ، وإن كان الشك بدأ يتسرب إلى نفسى أننا سنجد شيئا أسر بالكلمات الأخيرة فى نفسه ولم يعلنها ساخطا على هذا المعتوه الذى يذكره بجحا الذى علم مكان الكنز بغمامة تمر وهذا علمها بتل رملى يتغير مكانه خمس مرات سنويا على الأقل نتيجه لحركة الرمال والرياح ، صمت وهو مشمئز منه ، ولم يدر لم لم يمض بعيدا ويتركه وما فيه من غباء ، آه من الحلم الذى يداعبه والذى يكبله فى هذا المكان المقفر ، لو وجدوا الكنز وأخذ نصيبه فسيكفيه أن يبنى منزل الأحلام ويتزوج بمن غرد لها قلبه ، ويضمن لأولادهما حياة كريمة من ريع مشروع يخطط له بجزء منها ، قطع أحلامه زفرات الآخر المتكررة فنظر إليه وهم أن يسأله كالعادة ، هل من ملمح جديد لمكان نبحث فيه ؟
ولكنه أحجم وانتظر منه أن يخبره بما يدور فى خلده ، ولكن طال انتظاره وهو صامت يدور فى دوائره السرمدية محاولا التذكر ، كم بدأ يكرهه ، متردد وسخيف ولا يدرى شيئا من الحياة سوى كنزه ، سافر وعاد ومازال حلمه كنزه  المزعوم ، والكارثة الكبرى عندما علم مصدر الكنز ، وكيف حصل عليه بعد ذلك الحادث الذى أودى بكل من فيه ، وأخذه هو وهرب قبل ان يصل أحد إلى المكان ، وجاء إلى الصحراء ليخفيه عن الأنظار ، وبخبراته ناصعة البياض اختار أسوأ الأماكن كى يخفيه ، وسافر وعاد إلى مكان تتغير ملامحه كل لحظة ليبحث عنه وجاء به معه مستغلا معرفته بآماله التى استعصت على التحقيق لسنوات كثيرة و ....
انتبه من شروده على صياح الآخر ، ونظر إليه شذرا استمع إليه وهو يتلو نفس الكلمات من جديد عن أنه ربما هنا وربما هناك وربما كانت تلك الصخرة إلى يمينه بل إلى الأمام قليلا من ناحية اليسار وربما وربما وربما .... ، ساوره الملل وشرد بذهنه بعيدا وهو يعبث بقدمه فى الرمال ببطء ، وفوجئ بالآخر ينهره بصوت عال ، فارتفع بعينه بنظرة حادة كادت أن تقتله وانتفض لها جسده ، ولكنه استجمع نفسه ولكى يخفى اضطرابه وخوفه علا صوته أكثر وبدأ فى السباب بشكل سخيف ، بل وجاوز ذلك عندما وجده صامتا إلى التعدى على بيده فصفعه صفعة رنت فى الوادى ، فرد الآخر بضربة على وجهه ألقته بعيدا ولم يتحرك بعدها ، على الإطلاق ، وهنا انتبه لنفسه وأسرع يقلبه يمينا ويسارا لعله ينهض أو تصدر عنه أى حركة تدل على الحياة فلم يجد ، وهنا ضاقت الدنيا أمام عينه ونظر حوله وهو يشعر ان كل سكان الأرض يشاهدونه ، ولكن بعد لحظات راحت السكرة وجاءة الفكرة ، فجذب الجثة بعيدا عن مكان التخييم قدر المستطاع وبدأ الحفر ليدفنه ويخفى جميع الآثار ، ولكن ارتط بما بدا كسر صخر وليس صخرا كاملا ، فأزاحه قليلا ليجد تحته قطعة كببيرة من القماش ، ملفوفة حول الكثير من النقود والتى علم عددها قبل أن يمد يده إليها ، إنه الكنز الذى عاش يحلم به الآخر ، وسيدفن فى مكانه .

بعد أن وارى الجثة ، حمل النقود وتابع مباشرة إلى السيارة لينطلق بها مسرعا دون ان ينظر خلفه ولو للحظة ، وبعد ساعة كانت الشمس قد اختفت من الكون وحل الظلام ، ولكنه تابع إلى الأمام لأنه يعلم الطريق جيدا ، وبعد مرور ساعات سمع حشرجة مرعبة تصدر من السيارة ، ليكتشف انه نسى أن يجلب معه البنزين وهو ينطلق بالسيارة ، والأسوأ أنه عندما نزل من السيارة وتمعن فى علامات الطريق حوله اكتشف أنه قد أضاع الطريق ، ونام فى مكانه لعله فى الصباح يجد الطريق إلى العمار ، وبعد مرور يومين وهو يدور فى دوائر شبه مكتملة حول السيارة بأنصاف أقطار تتزايد ويتزايد معها الجوع والعطش ، كانت اللفة الأخيرة التى أفضت به إلى جوار السيارة ليستند إليها وليدرك أن مصيره قد تقرر منذ ان ربط حياته بهذا الكنز الذى دمر  الجميع .

السبت، 7 يوليو 2012

بنات 2012



الأغنية دى من إهداء من إحدى عضوات الجمعية 
ولن أقول من هى منعا للضرر

تخاريف 5

أمومة وحنان

الأمومة عند القرود 


الأمومة عند المرأة 





الجمعة، 6 يوليو 2012

ليته تعلم 3





علمته يوما

أنها


وليس غيرها 

الخميس، 5 يوليو 2012

ليته تعلم 2




علمته يوما

كونه هو بدونها

ولكن ربما كانت .... مخطئة 

ليته تعلم



علَمَتْه يوما

جزرها الغامضة
وأبحرت به طويلا

وتركته تائها بداخلها .... ورحلت