الاثنين، 31 مايو 2010

رسائل لن تصل



أسافر فى غربة دائمة ، أبحث فى البلاد ، فى كل شبر ، أبحث فى كل مكان وصل إليه البشر على مر الزمان ، ولكن لا أجدكِ وتتواصل الأيام وتمر السنين ، ولا أجدكِ .


رحلة أبدية فى سبيل العثور عليكِ ، يندهش الجميع من رحلتى العبثية بلا أمل ، ويتصايحون ونصحون ، ولكن أنّى لهم أن يعرفوا من أنتِ ، وما الذى يعرفونه عنا وعن ما بداخلنا ، ما الذى يعرفونه عن مشاعر تتحدى الزمان والمكان وتمضى صامدة لا يهزها ريح ولا تعوقها جبال أو بحار أو ......... موت ، ما الذى وصلوا إليه من قبل كى يرفوا وينصحوا فيما بيننا ، هل رأى أحد منهم مثلنا ؟


يهتز القلم فى يدى وتعجز بلاغته عن صوغ مشاعرى ، تضيع الكلمات ، يسكن الكون ، ولا يبقى سوى لغتنا السرمدية فيما بيننا ، نتواصل بها عبر الزمن ، نبنى أحلاما جديدة لم نتحدث عنها من قبل ، ترسم فرشاتنا أحلامنا ، أجرى بين ربوع الأرض ، أكافح فى تحقيقها ، أنتظر يوم لقائنا على أحر من لهيب براكين الأرض ، بل يفوق ذلك كثيرا ، أحمل هديتى الأخيرة إليك فى كل زمان ومكان أمضى إليه ، يملؤنى الأمل فى كل لحظة أن تكون اللحظة الأخيرة لفراقنا وأننى سألقاكِ من جديد ، سترفف الفراشات من حولنا سعيدة وتتفتح الزهور وتعم الخضرة وجه الأرض فرحا بنا .


كم أنتظر أن أنظر من جديد فى عينيك الصافيتين كسماء صباح يوم من أيام الصيف ، كم اشتقت أن أبحر فيهما بلا حدود ، أن أجد الدفء فيهما ولو كان ذلك وسط ثلوج الشتاء ، أن تمسح يديك الحانيتين دموعى التى ترفض أن تأتى منذ رحيلك ، كم اشتقت عبيرك ، يغمرنى سكون بعد صراع الحياة حين يتغلل فى داخلى ، انتعش من جديدا ، أواجه ألف ألف خطر من أجلك ، أضحى بكل كنوز الأرض من أجل لحظات قصيرة أراك فيها ، أبثك فيها ما لم أقله من قبل ، أصدق فى وعدى الأخير إليك ، أشهد كل العالم أنى ملكك وإليك ، تنبعث من داخلى ضحكة حقيقية صافية لا أجدها منذ فراقنا .



ما زلت أنتظر

السبت، 29 مايو 2010

طلب هام وعاجل من الجميع

أصدقائى الأعزاء أتمنى من الجميع أن يشاركوا هنـــــــــــــــــا

الخميس، 27 مايو 2010

تساؤلات 3



من قصص النجاح التى أحببتها للغاية والتى كان الحب عاملا أساسيا فيها ، هى قصة صديق لى يكبرنى سنا وهو من العاملين بالشرطة كان بعد تخرجه بتفوق يدرس للماجستير وتقدم لخطبة إحدى الفتيات والتقيت بهما فى مناسبة ما بعد الخطوبة بفترة وكانا يناقشان مسألة تحديد موعد الزواج واشترطت عله أن ينتهى هو من رسالة الماجستير بتفوق وبعدها يكون الزواج وتكون هى قد انتهت من دراسة التمهيدى التى بدأتها وكان تخصصها فى علم النفس . واتفقا على ذلك وأشهدا أخاها والعبد لله على الإتفاق وما كان منه إلا أن درس واجتهد ودرست هى واجتهدت حتى حصل كل منهما على مبتغاه فى الموعد المحدد تماما وفرحنا كثيرا بهما ، وفى الإحتفال بحصوله على درجة الماجستير ذهبت لأهنئه فوجدته فى قمة غضبه وثورته فجلست مع صديق ثالث نهدئه ونحاول أن نفهم ما الأمر ودخلت خطيبته وبدا أن هناك أمر ما يغضبه ويضحكها فسألتها ما الأمر ؟ فأجابتنى وهى تغمز بعينها بعيدا عنه : ألم نتفق أمامك يوم كذا أن إتمام الزواج مرهون بحصوله على الدكتوراه بتقدير عالٍ . فضحكت كثيرا من مكرها وقلت : نعم كان الزواج مشروطا بإتمام الرسالة بتفوق ، فقال ثائرا : ألم يكن هذا الإتفاق على رسالة الماجستير ؟ ، وهنا لا أدرى كيف انتبهت إلى أن هناك من ينادينى من الجهة البعيدة للقاعة فقمت من فورى معتذرا أجرى إلى هناك ، ووقفت أضحك مع أحد إخوته على مقلبها وكيف أنه لا يعرف كيف يخرج منه ، وبعد الحفل بيومين تقريبا اتصلت به وبعد وصلة من العتاب والسب واللعن منه تجاهى وتجاه هروبى أخبرنى أنهما اتفقا على الزواج بعد مناقشة الدكتوراه بأسبوع وأشهدا والديهما والكثير من أقاربهما كى لا تحنث معه ثانية كما أنها فى ذلك الوقت تكون قد أتمت رسالة الماجستير خاصتها ايضا وقد اختارت مجالا ما مقاربا له ( علم نفس الإجرام أو شىء من تلك المسميات ) ، وقد كانت أسرع رسالتى ماجستير ودكتوراه عرفناهما فى أى من مجاليهما ، وقد تزوجا فى يناير قبل الماضى بالفعل ، ويعيشان فى سعادة أدعوا الله تعالى أن يديمها عليهما وأن يزيدهما من فضله .


وهما مثال أعتز به من واقع الحياة للكفاح من أجل الحب الحقيقي الذى يبنى ولا يهدم ويعلوا طرفيه كلما ازداد حبهما ، لا أن نجد من كل منهما ما يؤرق الآخر ويؤخره فى مسيرة حياته .

الاثنين، 17 مايو 2010

تساؤلات 2



كتبت فى الموضوع السابق عن أضرار شغل العقل بما لا يفيد مع ترك الكثير مما نحتاجه ويفيدنا يهمل ويذوى وكأنه بلا فائدة ، وخلال التعليقات وخلال مناقشتى لأصدقائى من حولى حول ما كتبت وجدت لبسا من نوع ما .


وأقول وأكرر أن ما أعترض عليه ليس الحب فهو نعمة من أعظم ما أنعم الله بها على الإنسان فى الحياة ومن يقول غير هذ لم يقرأ قرآنا ولا سنة ولم يع شيئا من طبيعة الإنسان وفطرته التى فطر الناس عليها فالحب معترف به جدا جدا جدا والله تعالى يقول فى كتابه الكريم " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " وسكن النفس زالمودة والرحمة لا تكون بغير الحب .


والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إنى أعدل فيما أملك فلا تؤاخذى بما لا املك ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه فى حقوقهن ولكن القلب يهوى بدون أى سيطرة من الإنسان مهما كان وقد علمنا الرسوم العظيم صلى الله عليه وسلم ذلك وكان عندما يسأل من أحب النساء إليه يقول ( عائشة ) ، وكان هى تغضب على الرغم من ذلك عندما يأتى ذكر السيدة خديجة رضى الله تعالى عنها وتغار منها .


ولكن ما تحدثت عنه هو التفريق بين الحب الصحيح الذى يمضى فى طريقه الصحيح تبعا لأوامر الدين والعرف والتقاليد التى تعترف به ولا تنبذه على الرغم مما يقوله البعض بل تنظمه فقط فى إطار صحيح يضمن عدم حدوث كوارث الكل فى غنى عنها .


فقد اعترضت على الممارسات المشينة التى يقوم بها الشباب قائلين أنه الحب ، فالحب ليس دافعا للتخلف بل حافز للتقدم أكثر وأكثر وهو كما قلت من قبل من أعظم نعم الله تعالى علينا وأتحدث هنا عن الحب بين الذكر والأنثى على وجه الخصوص ( فما سوى ذلك تحدث عنه الجميع من قبل ) فعندما يحب الإنسان لابد وأن يسعى للنجاح فهو أسهل الطرق للوصول لمن يحب وليس العكس فليس معنى أننى أحب أن أترك دراستى ومشاريعى وكل حياتى وأتفرغ له فهذا حمق وليس حب لأننى بذلك سأخسر حياتى وبالتالى سأخسر من أحب .


وعندما نرى الحب فى التاريخ نجد له كلتا الصورتين ففى القصة المشهورة والحقيقية لأنطونيوس وكليوباترا اتخذت هى كل السبل لجعله هنا فى مصر كى يحميها ويحمى مصر معها ويكون رجلها وعلى الرغم من نبل حبهما إلا أنه فسد فى النهاية لأنه لم يحكمه العقل ولم يرشده ففى النهاية ترك أنطونيوس كل مصالحه وجلس معها حتى تفككت العلاقات بينه وبين شركاؤه فى حكم روما مما استدعى أن يحاربهم فى النهاية وانتصروا عليه وضاع الحب وضاعت مصر فلا هم كسبوا الحب ولا أبقوا على مصر وربما خلدهم التايخ بحبهم ولكن ماذا بقى حين يحلل الناس التاريخ ويجدوا إهمالهم فى حقوق البلاد .


بينما نجد الحب فى رواية حديثة أعتقد أن الكل تابعها وهى مجموعة هارى بوتر التى كان دمبلدور وهو أعظم سحرة العالم يؤمن بقوة سحر الحب وقدرته على حماية الناس وأنه سحر قديم لم يكتشف أحد كل أسراره بعد وهو ما أدى إلى هزيمة عدوهم فى النهاية لأنهم استخدموا سحر الحب بالطريقة الصحيحة .


وبعيدا عن الخيال نجد على أرض الواقع القصة الشهيرة لأمير موناكو الذى وجد أن حبه سيتعارض مع سلامة حكمه للبلاد فتنازل عن الحكم من أجل الحب وهو إجراء ربما أحمق فى رأيي البعض ولكنه فى رأيي عاقل للغاية فقد كسب الحب ولم يضر ببلاده بإصراره على الجمع بين الإثنين .


ولقد كان الحب ولا زال هو الدافع للكثير من قصص النجاح فى التاريخ القديم والحديث ، وما أدعوا إليه هو أن نكون واعين للحب الحقيقي وأن نترك التمثيل جانبا وأن نتكاتف من أجل أن ننهض بالبلاد فالشباب هم عماد اليوم وأمل المستقبل ولو لم يتنبهوا لضاع أكثر بكثير مما ضاع ، كما أن الركيزة الأساسية لما كتبت من قبل هو التربية وتنشأة الطفل صحيحا حتى يكون بعد ذلك صحيحا فى تفكيره وأسلوب إدارته لحياته مما يستتبع أن يكون واعيا لكل تصرفاته ومقدرا لخطواته سواء كانت فى عمله أو حياته الخاصة .

الاثنين، 10 مايو 2010

تساؤلات



من زمن بعيد اشتهرت أننى انسان عقل مجرد ، فالعقل والتفكير هما أساس اختياراتى وقراراتى فى الحياة بينما تحتل العاطفة المنزلة الثانية دائما وبدون أى استثناءات تقريبا ، وهذا ما عرفه عنى كل من تعامل معى عن قرب سواء من ناحية العمل أو غيره ، وربما لذلك كان أصدقائى يلجئون إلى لطلب المشورة . وحتى فى أمور الحب وخلافه كانت قراراتى قاطعة فمثلا عندما يأتينى صديق ليحدثنى بسر حبه لإنسانة ما فبعد أن أستمع إليه وأرى أنه يحبها حقا لا يزيد رأيي عن أن أقول له أن يقابل أهلها لتسرى الأمور فى مجراها الطبيعى ، أو تسألنى صديقة أنها تجد ميلا لإنسان ما فأقول لها أن تخبر أمها عن وأننى سأحاول أن أرى قوله عنها فإن كان مثلها أعنته على التعرف على أهلها ، وكثيرا ما كنت أندهش لإندهاشهم من رأيي فهم يريدون من يستمع إلى قصة تنهداتهم وأرقهم ويساعدهم على استمرارها وهو ما اعتبره سخافة منقطعة النظير فإما أن تكون الأمور طبيعية وفى نور الشمس الساطع وإلا فالموضوع سينتهى ولا شك بمصيبة من المصائب التى لا يعلمها إلا الله عز وجل وما نرى آثارها هذه الأيام .


وقد كان أصحابى قديما يسخرون من سخريتى من تمثيلهم الحب ومن القصص الملتهبة التى يعيشونها ولا زلنا فى مراحل عمرنا الأولى وقولى أن هذا ليس بحب ولكنه تعود على الإنسان الأخر يتبعه محاولة المراهقة فى خلق جو عام من المشاعر مع الكثير من محاكاة التمثيل فى الأفلام والأغانى ، وكانوا يعزون ذلك فى وقتها إلى أننى لم أقع فى الحب بعد ولا أدرى ما هو وأننى صاحب قلب متحجر ولا أعرف شيئا عن كل تلك الأمور ولم أجربها بعد ، ونسوا جميعا أن حكمى مبنى على أسس ومبادىء مستندة إلى حكم الدين والعرف والتقاليد التى تربينا عليها ، وهذه لا مراءاة فيها ولا تجاوز فهى ثابتة أبد الدهر لأنها مبادىء أساسية لا تختلف بمرور الزمن ، وعندما تختلف فى مجتمع ما غالبا ما تكون أحد المؤشرات الرئيسية فى انهياره والتاريخ يذكر ذلك لنا بدئا من تأريخ حكم الدول القديمة لمصر بداية التاريخ وانتهاء بحكم اليوم والأمس القريب فى مصر وغيرها ، وهو ما للأسف نقرأ عنه كثيرا ولا نعيه مطبقين الحكمة القديمة ( تعلمنا من التاريخ أن الناس لا تتعلم من التاريخ ) ، وعلى الرغم من رؤية كل الأثار السلبية لتلك الممارسات والتى ظهرت بشكل يصل إلى ما بعد التساؤل بكثير ويدق جرس الإنذار لخطر لا بد وأن ننتبه إليه فى الوقت المناسب وإلا ضاع كل شىء وصار الأمر إلى خراب لم نر إلا نذره الأولى فقط .


فالشاب والفتاه هذه الأيام لم يعد فى عقلهم إلا ممارسات الحب ولا أقول الحب وأقصد بها هنا ما قلته من قبل من سهر وتنهدات وسماع للأغانى التى لا معنى لها مع الكثير من التمشية على الكورنيش والسينما والمسرح والحدائق والمتنزهات وربما يصل الأمر الوقوف بجانب سور حديقة الحيوان بالجيزة ليلا محتمين بالظلام ( ولهذا موضوع منفصل تحدثنا عنه من قبل هنـــا ) وبالطبع لن أتكلم عن تطورات الديسكو والسهرات الليلية وربما ما هو أفظع فهذه على الرغم من بشاعتها وجنون التسيب فيها ما تزال قاصرة على فئات معينة لم تتعدى إلى أن تكون ظاهرة عامة وإن كان يجب القلق منها كى لا تتحول إلى كذلك .


أقول من يشغل نفسه بهذا بالتأكيد لن يجد الوقت الكافى ولا حتى الممكن قدر المستطاع ليذاكر ويجتهد وينجح ويبنى نفسه ومستقبله الذى هو مستقبل مجتمعه وبلاده بالضرورة كذلك ، وأتمنى أن لا يبدأ أحد فى النشيد المعروف عن أن البلاد فى حالة فساد ودمار وأن الحكومة هى بالضرورة السبب فهذا تقليص لا معنى له لحجم المشكلة ، وبالطبع هو أحد تأخر أسباب حلها حتى هذه اللحظة ، وليس معنى ذلك أننى أعفى الحكومة من دورها التى غابت عنه ، ولكن ماذا عن الأسرة ولبنةالبناء الأولى فى أى مجتمع والتى تحدث عنها من قبل أعمدة علم الإجتماع ووكذلك كل الأديان السماوية والوضعية وكثير من الفلسفات ، أين هو دور الأم فى بناء أبناءها بعد أن ظلت أعواما طويلة تنادى بحقوقها حتى نسيت أن من اهم أدوارها فى الحياة أن تبنى أجيالا تحمى هذه البلاد من الدمار وتدفع بها إلى الأمام ، أين الأب من توجيه أبنائه إلى الخطأ والصحيح فى تصرفاتهم ، الكل سيقول الضغوط والمشاكل وووو..... وكل تلك الكلمات التى قيلت وتقال كل يوم فى محاولة للتبرير أمام النفس لا معنى لها ، فالتوجيه لا يستغرق سوى لحظات قصيرة والتصرف بأسلوب جيد أمام الأبناء ليكونوا قدوة لهم .ولا زلت أذكر أمى عندما كنت صغيرا تجلس بجوارى ( على الرغم ن انشغالها )لدقائق ربما لا تصل إلى نصف ساعة كى تتابع معى ما حفظت من القرآن فى الكتاب والمعهد وما وصلت إليه من مستوى تعليمى ( مع أن تعليمها متوسط وليس كالكثيرات الآن ) وتشجعنى بكلماتها الحنون التى تدفعنى إلى مواصلة النجاح ومحاولة الوصول إلى ما هو أكثر ، وكذلك أبى الذى كان فقط سؤاله بعد أن يأتى منهكا من عمله عنى وعن ما وصلت إليه يجعلنى سعيدا فوق الخيال فهو يجعلنى أحس أن هناك قيمة لما أفعل وما أجتهد فيه ( وليس ذلك كل يوم بل كان حسب مواعيده فكثيرا ما كان يأتى ونحن نيام وينصرف قبل استيقاذنا ) ، نعرج لمعضلة أخرى يتبناها الكثيرون وهى ضيق ذات اليد وعدم المعرفة بالطرق وهى حجة واهية أخرى لا تصمد وبأمثلة حية ، فلدينا فى بلدتى وهى بعيدة عن العاصمة كثيرا ولا يوجد بها الكثير من المساعدات الكثير والكثير من صور النجاح لشباب نجحوا فى أن يفكروا بعقولهم ( وهناك آخرون فى بلاد كثيرة أعرفهم عينا ) وتحدوا الظروف القهرية التى تحاول تحطيمهم ونجحوا فى أن يضعوا بصمة للتاريخ ولو على مستوى بلدتهم وأن يكونوا خطوة بسيطة فى طريق التنوير بالمستقبل لعل آخرون يحذون حذوهم وقد ظل ذكرهم عطرا بالفعل ، وكثير منهم ساعدوا من بعدهم على الرقى وعلى التقدم وأرشدوهم إلى الطريق ، كل هذا بإمكانيات لا تذكر فليس الأمر محتاجا إلى ملايين يتم صرفها ولا حتى آلاف ، فقط يحتاج إلى الإرادة التى تنبع من التربية التى تأتى أساسا من الأسرة ثم يأتى دور الحكومة وماعليها وهو كثير من وجو خطة فعالة لتطوير التعليم وتنسيق للجهود وفتح المجالات أمام الفكر الجيد الجديد وملك زمام الأمور لكى يكون التنسيق عاما والجهود كلها تصب فى طريق واحد يرقى بالمجتمع والدولة بالتالى إلى الأمام ، وما تعلمته من الحياة أنه ما ضاع حق وراءه مطالب وقد شاركت فى استرداد الكثير من حقوقى وحقوق أبناء بلدتى ومارسنا الكثير من الأنشطة رغم أنف الكثير من القيادات الموجودة فيها ونجحنا فى الوصول إلى الكثير ، ومازال هناك أكثر وأكثر والموضوع لم يكن سهلا بل كنا ننحت فى صخر صلب ولكن بالتعاون والمثابرة وصلنا والحمد لله .

الأحد، 2 مايو 2010

رسائل لن تصل




سنوات العمر تمضى ، العام تلو الآخر ، تمر الأحداث وتكثر الذكريات ، يتراكم بعضها فوق بعض وننتظر فى شغف بصيص أمل فى أن ندفن ذكريات قديمة عايشناها وتأثرنا بها وصاحبتنا كثيرا دون أن نفقدها أو ننساها عند مفترق طرق أو فى صحراء قاحلة او حتى حين كنا نعبر بحرا أو نهرا ، ذكريات حفرت على صخرة القلب العنيدة الصماء ولم تمحى مع ذهاب الأيام وبدون أن يعرف أحد سر ذلك ، ذكريات أصبحت فى حياتنا لغزا من ألغاز الكون الأبدية مثلها مثل الهرم الأكبر وبرمودا وماوراء النجوم .


ترى لم وكيف استطاعت الصمود فى وجه الدهر ، وكيف نجت من مقصلة الذكريات فى حياتنا التى أصبح النسيان دأبها الدائم ، لم لا يجد الإنسان الراحة التى ينشدها حين يبحث عنها ، لم يعذب القلب نفسه وصاحبه معه ساع وراء أمل كاذب دون يتوقف ولو للحظة للسؤال عن جدوى الإنتظار .


ما الذى يجعل المقاتل يخوض معركة يعلم أنه إن خسرها فهو خاسر وإن ربحها فسوف يخسر أكثر ، ما الذى يبقى للمحارب حين يفقد من حوله الإيمان بالقضية ولا يجد سواه فى أرض المعركة ، كيف يقاتل جحافل تقف أمام هدف لم يعد يؤمن به سواه .


هل يعقل أن تتحول الحياة إلى مجرد شىء سخيف لسبب أو لآخر ، وما الذى يجعل الأحياء يعيشون فى انتظار الموت ، وكيف يتحول رمزا بسيطا فى الحياة إلى حياة .


لم لا تجيبى ؟


تعجز الكلمات عن وصف الشوق الذى أكنه لأيام بعيدة كنا نبحث فيها عن كل شىء معا ، كما يعجز الصمت أن يداوى ما بى من جراح ، أقنعتى لا زلت أرتديها عابرا فى ظلمات الحياة مجتازا دروبها ، ابتسم فى الوجوه وقلبى محطم ، أضحك وفى داخلى أنزف ، أتلوى فيحسبوننى أنتشى فرحا ولا يعلمون أنه ألم الجراح العميقة ، أختنق فى داخلى ، أبحث عن متنفس لى فلا أجد ، أسافر لأعود من جديد كالطير يعود إلى عشه بعد طول هجرة ، أتحدث إلى طيفك فى داخلى باحثا عنك فى كل مكان أذهب إليه ، أرنوا للمستقبل بينما الماضى فى داخلى يجذبنى إليه ، أتقدم متقهقرا ،
تعجز الأيام عن أن تعوضنى ما كان بيننا أو تنسينى إياه .


أين المفر ؟


هل تدركين الغربة التى أحس بها حين أنظر حولى فلا أجدك ، أستنشق هواء ليس معطرا بعبيرك ، أبدأ يومى بلا أمل فى أن أراك أو أحدثك ، أمضى مع طيفك ، أريح رأسى فى آخر اليوم بعد عناء كى أظفر بك فى حلم أو بعض حلم ، لمحة من الجنة وسط جحيم الحياة ، شربة ماء وسط الصحراء المهلكة ، نفس فى صدر غريق يوصله إلى بر الأمان .



ما زلت أنتظر